لا اعتقد بان الاردن الرسمي لديه لغاية الأن موقف حاسم ومتبلور من صفقة القرن , فالمطروح اعلاميا هو عدم اطلاع الاردن على تفاصيل الصفقة وهذه الطريقة الاستعلائية من الادارة الامريكية في التعامل كان لها تأثير واضح على سوء مرحلي للعلاقة الاردنية الامريكية وتنم عن عدم تقدير واضح للدور الاردني من قبل بعض الدوائر الامريكية وان بإمكانها ان تفرض عليه ما تريد .

المحور الاول للصفقة هو البعد الوطني في الرد على الصفقة كان في لاءات جلاله الملك الثلاثة وهي تشكل ركيزة في الرد على الطرح الامريكي , بالنسبة لموضوع التوطين وكما قال العناني في مقابله البي بي سي عن ان عددهم هو 2.4 مليون مسجلين ضمن قوائم الامم المتحدة والارجح ان الصفقة تتحدث عن توطينهم وسلبهم صفة اللجوء , اللاء الثالثة وهي الوطن البديل وعلى الأرجح لن تكون من ضمن سياق الصفقة فالأردن بكافة أطيافه لن يقبل الطرح وهو خط احمر شعبي ورسمي والقبول به مستقبلا يعني الدخول في سلسله من العنف الداخلي , وعلما بان الموضوع اسرائيليا مطروح بشكل خيار مستقبلي وليس اني ويتطلب تنفيذه المرور بنقاط قرار حرجة وحاسمة لموضوع الوطن البديل ومنها على سبيل المثال تغيير النظام الانتخابي البرلماني ليصبح تمثيل نسبي , اعادة الرقم الوطني على الهويات الفلسطينية في الداخل .

المحور الثاني وهو الاقليمي فالطرح الاردني وكما يعبر عنه جلاله الملك بالإصرار على منح الشعب الفلسطيني دولته المستقلة وعاصمتها القدس , وهذا ما كان متبنى من الادارات الامريكية السابقة والاتحاد الاوروبي والموقف الاردني يتقاطع مع موقف القيادة الفلسطينية في الرفض , ويبدوا بان باقي الدول العربية كشفت الاردن وفلسطين في هذه المحنه التاريخية واستسهلت الاندفاع نحو تحقيق مصالح وطنية ضيقة .
اليه الرد الاردني تنبع من التيقن بمركزية الاردن في اي حل واهميته الاستراتيجية لم تتأثر كما يتوقع البعض ,ومازال يحتفظ بعلاقة مميزة مع الولايات المتحدة مبنية على ارث من البناء الاجتماعي , فالعلاقة مبنية على تاريخ من الوقوف ضد التمدد الشيوعي ومن المشاركة في التحالف ضد الارهاب واستعداء الاردن ليس من ضمن اوليات الادارة الامريكية, ولكن ليس من المستبعد على الادارة الامريكية ان تنظر الى المستوى الشخصي للقادة وتحاول استغلال هذا المستوى لخلق ضغط على صانعي القرار وبالتعاون مع دول اقليمية . المطلوب على المستوى الرسمي الاردني هو خطة تتضمن تعرض المملكة لموقف حاسم من الاتفاقية وكيفية الرد عليها بكافة السيناريوات وبما يتلاءم مع المصلحة الوطنية .