أول أمس حضرتُ الندوة التي أّقيمت في فندق كمبنسكي حول جرائم الشرف ..ورغم الحضور المميز ..إلا إنه غاب عن الندوة اي شيخ عشيرة من الممكن أن يساهم في الحوار ..،،
حضر في الندوة : الشرح الاقتصادي والذي لم يكن مقنعاً ( لي على الأقل ) فالفقر ليس سبباً في جريمة الشرف والأرقام التي تم ذكرها لا أعلم كيف تمّ استخلاصها إلا إنها تتنافى مع المنطق ..بل إذا كانت صحيحة فإن ذلك يقودنا إلى أن كل فقير هو مشروع ( قاتل شرف ) وكل ( فقيرة ) هي مشروع ضحية لا سمح الله ..،،
و حكاية الجهل و التي ارتكز عليها الكثيرون ..فرغم أنها تبدو للوهلة الأولى مبرراً مضافاً لعميلة قتل الشرف : إلا أنها وللأسف ليست كذلك في أغلب الحالات ..لأن عملية قتل الشرف يقودها انسان متنور : يحرّض إنساناً جاهلاً ليقوم بها ..وأحياناً تكون بإشراف عائلي متكامل ..وأي مسألة فيها نقاش قبل الإقدام حتى لو كانت جريمة قتل :هي بالتأكيد أبعد ما تكون عن الجهل ..،،
أمّا إلصاق ظهور قتل الشرف بالعهد العثماني فقد أضحكتني وإن كان المتحدث يقصد قانون العذر المخفف على ما أعتقد ..ولكننا العرب بالذات كنّا في الجاهليّة ندفن بناتنا وهنّ على قيد النشاط و التنفس ..ولولا الإسلام لما جئتُ أنا ولا تزوج أبي أمّي لأن أمّي من الممكن أن تكون غير موجودة ..،،
كان من الواضح أن هذه المشكلة ليست في طريقها إلى الحل ..لأن الحضور منقسم انقساماً جذريّاً : فعندما تكلّم النائب محمود الخرابشة مثلاً ضد تهويل الموضوع و ضد تشويه المرأة الأردنية وعدم التكسّب على ظهر هذا الموضوع : كانت بعض النساء يستمعن باستهجان واضح ..وعندما أتى الرد ( مهما كان الرد ) : قامت نفس النساء بهز رؤوسهن والتصفيق بحرارة ..،،
أمّا عرض المعلومات في الندوة للجمهور بالانجليزي و بخط كبير : فهذا دليل على أن الخطاب غير موجّه لنا بل للأوروبيين الذين رعوا الندوة و أشرفوا عليها ..وحينما حانت كلمة سفير بعثة المفوضية الأوروبية استجبتُ لتحريض الدكتورة سهير التل و خرجتُ ومن معي لمقاطعة كلمته لأنه صدق من قال : ما ظل غير الغرب يعلمونا الشرف ..يروحوا يشوفوا حالهم : مش هو الغرب إللي حاط الشرف على طرف..؟؟،،
abo_watan@yahoo.com