الاشاعة "علم حربي" بحد ذاتها ، وفي الاردن لدينا "خبراء" في تصميم الاشاعات وترويجها ، حتى تصبح حقيقة ، تحتاج الى وقتها حتى تتبدد.
يوم امس الاول ، الخميس ، كان حافلا بخمس اشاعات ، كلها حول وضع الحكومة ، التي لاشك انها سترحل في نهاية المطاف.وليس في استقراء رحيلها "سبقا" ولاانفرادا.المثير ان يسعى البعض لترحيلها بقوة..واشاعات الخميس تناسلت ، واحدة تلو الاخرى ، حتى تبين مساء الخميس انها كلها غير صحيحة.
الاشاعة الاولى تحدثت عن شخصية عادت خصيصا من خارج البلد ومن دبي من اجل التشكيل الحكومي ، برغم ان الشخصية عادت في وقتها الطبيعي ، ولم تعد بشكل مفاجئ ، والثانية تحدثت عن استدعاء مباغت لنادر الذهبي الى الديوان الملكي ، تارة ، والى "بيت البحر" في العقبة ، تارة ثانية ، وتبين عدم دقة الرواية ، والثالثة تحدثت عن لقاء على مستوى عالْ مع مجموعة شخصيات ، كلها تولت مواقع سابقة ، وقيل ان اللقاء حدث جماعيا ، وقيل ايضا ، ان اللقاء حدث ثنائيا ، وتبين عدم صحة المعلومات ، لان بعض الشخصيات التي تم الحديث عنها تبين انها خارج الاردن ، او سمعت بالاشاعة كغيرها ، والرابعة تحدثت عن تعديل وزاري محدود ، يخرج بموجبه وزراء ، خلال ثمانية واربعين ساعة ، ومرت الثمانية والاربعون ساعة ولم يخرج احد ، والخامسة تقول ان التوجه هو لحكومة جديدة ، يشكلها ذات الذهبي ، وتبين ان الرئيس الذهبي شخصيا ، لايعرف ، عن هكذا قصة.
حتى لايتم ترجمة هذا الكلام بشكل خاطئ ، فما اقوله تحديدا ، ان كل شيء محتمل ، لكنني أؤشر على توقيت الاشاعات التي تم ربطها بيومي الخميس والجمعة ، فقط ، وتبين عدم صحتها ، وسنشهد كلما مر يوم من شهر تشرين الاول اشاعة جديدة ، يطلقها محترفون ، لغايات مختلفة ، منها الرغبة برؤية الذعر يرتسم على وجه هذا الوزير او ذاك ، ورؤية الاصفرار على وجه مدير مكتب هذا الوزير او ذاك ، ورؤية مشاهد اخرى اعتدنا على ان نتندر بها في الايام الاخيرة من عمر الحكومة ، أي حكومة.
قد ننتظر الحكومة ، من الشمال فتأتي من الجنوب ، وقد ننتظرها من الشرق فتأتي من الغرب ، وقد نراهن على كل اوراق اللعبة ، فينزل "الجوكر"بشكل مفاجئ على المائدة ، ليخلط كل الاوراق ، الطفل الفقير في البادية الجنوبية او مخيم البقعة ، لايعرفان شيئا ، عما نفكر به ، ومايحلمان به هو مصروف المدرسة ، وليس الطلة البهية لرئيس الحكومة المقبلة.
mtair@addustour.com.jo