يدور نقاش حيوي في المجتمع الاميركي حول مدى خطورة استخدام الهواتف النقالة اثناء قيادة السيارات داخل المدن وعلى الطرق السريعة. ملايين الاميركيين المشاركين في النقاش لا يرون خطورة في الرد على مكالمة حتى ولو كانت غير ضرورية وهم متوجهون الى اعمالهم او عائدون الى بيوتهم، ومنهم من يشككون في مصداقية المعلومات والدراسات التي تؤكد ان ستة آلاف مواطن اميركي قتلوا ومايزيد على نصف مليون اصيبوا بجروح العام الماضي جراء استخدام الهواتف اثناء قيادة السيارات على الطرق. ملايين آخرون من الاميركيين يصفون استخدام الهواتف النقالة اثناء السياقة بانه مرض تزداد خطورته يوما بعد يوم، وهم يؤيدون وزير المواصلات الاميركي ري لحود (العربي الاميركي) الذي يؤمن ان استخدام الهواتف النقالة اثناء السياقة هو تهديد لسلامة المجتمع، في حين قدم عضو مجلس الشيوخ الاميركي عن ولاية "نيويورك" تشارلز شومر مشروع قرار للكونغرس يلزم جميع الولايات الاميركية بمنع مواطنيها من استخدام الهواتف النقالة او قراءة وكتابة الرسائل الهاتفية اثناء قيادة سياراتهم، وان لم تمتثل اي من الولايات تحرم من المساعدات الفيدرالية المخصصة لتحسين الطرق السريعة.

في الوقت الحاضر، اقرت ثماني عشرة ولاية، اضافة الى العاصمة واشنطن دي سي قوانين المنع. وقبل ساعات فقط اصدر الرئيس باراك اوباما قرارا منع بموجبه موظفي الحكومة الفيدرالية من استخدام الهواتف النقالة اثناء قيادة السيارات الحكومية خلال الدوام الرسمي. وفي دراسة صدرت العام الماضي عن مركز "هارفرد" للدراسات، بينت ان هذه القضية كانت مسؤولة في العام الماضي عن ستة في المئة من الحوادث على الطرق العامة، اي ستمئة وستة وثلاثين الف حادثة نتج عنها ثلاثمئة واثنتان واربعون اصابة والفان وستمئة وفاة.

فيما نشرت احدى الهيئات الاميركية المعنية بشؤون المواصلات نتائج بحث آخر اظهر ان خمسة آلاف وثمنمئة وسبعين اميركيا قتلوا واكثر من نصف مليون جرحوا في العام الماضي في حوادث على الطرق الاميركية بسبب قلة التركيز والانتباه على قيادة السيارات واستخدام الهواتف وارسال الرسائل الهاتفية، واكدت الدراسة ان نسبة كبيرة من سائقي السيارات الذين تعرضوا للحوادث هم ممن لم تتجاوز اعمارهم العشرين عاما. ويؤكد وزير المواصلات ري لحود ان اكثر من ثمانمئة الف مركبة تسير على الشوارع الاميركية كل يوم استخدم سائقوها الهواتف الجوالة.

في الولايات الاحدى والثلاثين الاميركية الباقية ومنها مشيغن التي لا تفرض عقوبات وقيود على استخدام الهاتف الجوال اثناء قيادة السيارات، تبنت بعض مدنها الصغيرة قوانين منعت بموجبها استخدام الهاتف اثناء قيادة السيارة وفرضت عقوبات مالية وصلت الى مئتين وخمسين دولارا للمخالفة الواحدة. ويقول مسؤول في مدينة صغيرة في الولاية ان مدينته استوفت في شهر واحد مما يعادل اموال الضرائب التي تستوفيها من سكان المدينة لفترة نصف عام. ويؤكد نحو نصف من شاركوا في احصائية اجرتها احدى الجامعات الاميركية على خمسمئة طالب وطالبة ذكروا انهم يشعرون بالقلق والتوتر وفي احيان كثيرة الخوف من اختلال توازنهم وهم يقودون سياراتهم اذا اضطروا للاجابة على هواتفهم الجوالة. والبقية الباقية من المشاركين اكدوا انهم لا يشعرون بالفرق ولا يهمهم ذلك واذا طلب منهم عدم استخدام هواتفهم اثناء قيادة السيارة فلن يشكل ذلك قضية بالنسبة لهم.

تزداد حدة النقاش وتتباين آراء ووجهات نظر الاميركيين وهم يتشابكون في هذا النقاش الحيوي ويطرحون في خضم هذا النقاش اسئلة مشروعة منها: لماذا الحديث على الهاتف داخل السيارة خطير والحديث مع من في السيارة ليس كذلك؟ ماذا عن النقاش داخل السيارة بين الاشخاص المتوترين واصحاب الامزجة المتعثرة؟ ماذا عن الخلافات بين الزوج والزوجة داخل السيارة؟ ماذا عن صريخ الاطفال وعراكهم مع بعضهم البعض في السيارة؟ اليست هذه كلها واخرى كثيرة غيرها عوامل قد تكون اكثر خطورة من استخدام الهواتف النقالة اثناء قيادة السيارات........... ويستمر.......... النقاش.

Williams@myacc.org