جدل الذهاب للمنامة أو الغياب
علاء مصلح الكايد
29-05-2019 08:54 AM
يتصاعد مستوى الرفض الشعبي و الحراكي بخصوص المشاركة في مؤتمر المنامة / البحرين .
لا أتعدّى على أصحاب الإختصاص إذ شهدت في وزارة الخارجية سابقاً كيف تُطبخ هذه القرارات في المملكة على نارٍ هادئةٍ و يُنظر إلى أبعاد المعادلة جميعها بناء على الوصفة الثابتة المرتكزة على المصالح الوطنية العُليا ، فيوكل فيها للسياسيّ الداخليّ و الدبلوماسيّ وضع التصوّرات و مفاضلة الأدوات ، و يرفدهم الأمنيّ بما يلزم من معلومات .
لكن - و هذا رأيي الشخصيّ - إذا كان المؤتمر سيُظهِرُ تفصيلات صفقة القرن بوضوحٍ أكثر فحضورنا أساسيٌّ و يتيح لنا قول كلمتنا و تبيُّن درجة المقاومة أو الإندفاع لدى الأطراف الشريكة لغايات تقييم صعوبة القادم و حُسن التعامل مع سيناريوهاته بقدر ما يتّفق مع رؤيتنا و مصالحنا أو يضرُّ بها .
و من نافلة القول التذكير بما جنته إسرائيل تاريخيّاً من مكاسب في قرارات الأمم المتحدة و مجلس الأمن ، و التي تعود لشغور مقاعد الدول العربية التي ينسحب ممثلوها بمجرد حضور الوفد الإسرائيليّ الذي يستفيد من الغياب و إنعدام المقاومة السياسيّة بمواجهته !
فلا نستعجل الأشياء ، و قد يكون في حضورنا وسيلة وحيدة في الدفاع عن موقفنا الداخلي على الأقلّ ، فالثّابت الوحيد في هذا المقام حتى اللحظة أن أحداً لن يتبرّع بنقل همومنا و مخاوفنا سوانا ، و لن يدافع غيرنا عن مصالحنا .
من تعريفات علم السياسة بأنه " الإجراءات و الطرق المؤدية لاتخاذ قرارات من أجل مصلحة المجموعات والمجتمعات البشرية " ، و عليه ؛ فإنّ أيّ موقف فيها يقاس بالنتيجة المُتوخّاة منه ، و عليه يكون القرار صائباً أو ضالّاً ، المشاركة و مستواها أو المقاطعة و حدّتها .