ما اراه كمتابع للاحداث في المنطقة سيما السابق منها، والطريقة التي تدير امريكا صراعاتها العسكرية ، وتهيئتها لمسرح العمليات ليس عسكريا وحسب ، بل وتحالفيا واعلاميا وسياسيا..، ارى ان ما يجري من حشود عسكرية امريكية بمختلف الصنوف في المنطقة، وكذلك تحشدات تحالفية وسياسية ومعنوية واجتماعات مختلفة، وبشكل ممنهج وتعبوي ، لا يمكن ان يكون تهديد كالمعتاد، والا فنحن امام مراهقات ، ولا اعتقد ان الامر كذلك ، فهناك مؤسسات ومؤسسية حتى وان كان الرئيس ترامب متهور..
وعليه ارى ان ايران ستضرب بقسوة ، وهنا نستذكر الصدمة والرعب في العراق ، وذلك حتى ترضخ ايران لثلاث مطالب وشروط هي؛
1- تجريدها من مقدمات السلاح النووي وفرض رقابة صارمة على هذا النشاط دون شروط.
2- تجريدها من منظومات الصواريخ البالستية وبعيدة المدى على غرار ما جرى للعراق.
3- انسحابها التام من الساحات الاقليمية في سوريا ولبنان واليمن واي نشاط آخر يهدد الاقليم.
وكالعادة المتعارف عليها دوليا وسياسيا وعسكريا لمواجهة الخصم ، ستقوم الولايات المتحدة الامريكية بتوجيه انذار الى ايران للانصياع لهذه المطالب، وعلى غرار ما تم للعراق سابقا، وذلك بعد استكمال الحشد التعبوي العسكري والسياسي والمعنوي والتحالفي وتهيئة مسرح العمليات بالكامل..
ايران لن تستجيب للانذار، تبعا لخلفيتها العقائدية والثورية، وستحاول تقديم اقصى التنازلات على الطريقة الايرانية ، ولكنها لن تلبي صلب القرار الأمريكي الذي حشدت من اجله، والذي يصر على تنفيذها بالكامل ، وستطرح حوارات حول اليات التنفيذ وليس في مضامين الشروط والمطالب الامريكية، وهي بمثابة ذر الرماد في العيون..
ومن هنا تنشب الحرب، التي لا يمكن توقع نتائجها، ولا نهاياتها ، ولكن المؤكد ان ايران ستخرج من المنطقة ، وستعود الى عصر ما قبل الصناعة، على غرار ما جرى للعراق ، ولكن هذه المرة لن تطأ اقدام الجنود الامريكيين ارض ايران خوفا من تعظيم الخسائر بالارواح لديهم ، بل سيكتفون باحدث ما لديهم من تقنيات تدميرية بحرا وجوا ، وبرا ولكن من من الاقليم المجاور نفسه ..
drmjumian7@gmail.com