للعلم، فقد مات مستر سايكس، وصارت عظام (بيكو) مكاحل، ونحن ما زلنا وما فتئنا وما برحنا نتمسك بكل حرفية والتزام باتفاقية سايكس بيكو بين الانجليز والفرنسيين، لكأنها كتاب مقدس نطبقه بشعائرية مطلقة الكمال، أو قرار همايوني نلتزم بتطبيقه فاضي مليان.
يا ليت انهما (سايكس وبيكو) كانا وزيري خارجية او حتى وزيري دولة، كانا مجرد موظفين صغيرين (بالقطعة) أحدهم سايكس تابع لوزارة الحربية البريطانية، والآخر موظف درجة عاشرة تابع للخارجية الفرنسية، كانا مجرد وغدين صغيرين أمسكا خارطة الوطن العربي وشرعا في تقسيمها لكأنها (سدر هرايس)، وما كدنا نتسلم النسخة الاولية منها (المسودة) حتى شرعنا في تطبيقها بكامل حذافيرها، وهذا ما لم يكن يحلم به فرنسوا سايكس ولا جورج بيكو، ولا كان يحلم به المسؤولون الاكبر في فرنسا وبريطانيا.
يقول شاعر ما:
هم يحسدوني على موتي فواعجباً
حتى على الموت لا أخلو من الحسدِ
الآن حتى على (الموت) يحسدوننا، يحسدوننا حتى على التزامنا الشامل والكامل والعادل بسايكس بيكو بعد مرور (103) أعوام ونيّف على اصدار الطبعة غير المنقحة من الاتفاقية.
اكتشفوا اننا حرفيون شعائريون شعريون، وبأننا نلتزم بكل ما يقصقصونه على الورق، وانه بالامكان الآن اصدار سايكس بيكو (امريكي –بريطاني) أو أمريكي اسرائيلي، يتم فيه تقسيم الكيانات الحالية الى كيانات أصغر وأصغر، ربما لتوفير الطاقة الكهربائية، حيث من الممكن ان يصنعوا لنا دولا تضيئها شمعة واحدة، وحدودا تقطعها بالسيارة وأنت، بعد، لم تنتقل من الغيار الاول الى الثاني.
ماذا أقول لهم ولكم ولنا؟ لا أستطيع سوى ان اصرخ بملء هزيمتي...
-بنستاهل!!!
الدستور