مؤتمرات وعود الرفاه وإسرائيل !!
سميح المعايطة
27-05-2019 12:00 AM
ليس صدفه ان تقدم أمريكا مبادرتها للسلام محموله على اجنحه الاقتصاد ووعود الرفاه للشعوب ،فهذه حكايه قديمه نعرفها جيدا في هذه المنطقه ،لكنها هذه المره تأتي في مرحله تعيش فيها شعوب المنطقه وانظمتها حاله من الاعياء الاقتصادي والدمار والحروب وتزايد أعباء البطاله والفقر والديون والحروب ،وربما كان هناك تحضير منذ سنوات عبر ضغوطات وحروب وإرهاب وتقسيم حتى يكون تقديم ما يسمى صفقه القرن تجد من يتحمس لها طمعا في الخروج من اعناق الزجاجات التي تجلس فيها كل دول الاقليم .
لكن التاريخ القريب وتحديدا عقد التسعينيات شهد مؤتمرات من هذا النوع كانت تحظى بزخم وحماس اكبر من الآن فكان مؤتمر عمان الاقتصادي ومؤتمر كزابلانكا وغيرهما ،وكانت الوعود برفاه المنطقه ومنها لنا في الاردن حيث كنا في بدايه مرحله السلام مع الاحتلال ،وكانت الأفكار لمشاريع اقتصاديه ومساعدات ،لكن شيئا لم يحدث ،وذهبت إسرائيل إلى ما تريد ولم تنفذ حتى اليوم بنود المرحله الانتقاليه من أوسلو ،وسلامها معنا في الأردن بارد متعب لنا .
مدخل الاقتصاد كما يعتقد أهل التسويه المقترحة هو الأكثر تأثيرا ،فالشعوب تريد تخفيفا لمعاناتها الاقتصاديه ،والدول تبحث عن اي شيء يطمئن شعوبها اقتصاديا والثمن المطلوب تمرير الحل السياسي على حساب الفلسطينيين أولا ودول أخرى على رأسها الاردن .
لكن تجربه الوعود الاقتصاديه لها نتائج مريره لأنها كانت لغايات تمرير الشق السياسي ،ومن لديه أوهام فعليه مراجعه تجربه دول المنطقه مع مؤتمرات التسعينيات الاقتصاديه التي أرادتها إسرائيل للدخول إلى العالم العربي لكن المنطقه ازدادت فقرا وبطاله ومديونيه وغرقت في فتن وحروب وإرهاب وطائفية كان الرابح الوحيد فيها هو إسرائيل .
ليس مهما من يحضر او يغيب عن مؤتمر البحرين لكن المهم ان لا يصدق أحد وهم الرفاهية ومشاريع التنميه الاقتصاديه التي سيتم الحديث عنها فالمطلوب ثمن سياسي ضخم يدفعه العرب والفلسطينيون ونحن في الأردن في طليعتهم .