طاهر المصري شخصية وطنية مهذبة أنيقة لها قبول عند معظم الناس ، وهو لطيف خاصة في العمل السياسي أكثر من اللازم، لم أراه مكدراً طيلة معرفتي به لسنوات خلت.. سلس في التعامل مع الناس حتى اؤلئك الذين غاب عنهم الوفاء ..

في بيته الرابض في عبدون ، وفي مكتبه العامر في الدوار الثالث يتجمع الناس حوله يستمعون إليه، ويناقشونه بكل الفضاءات التي تحيط بنا .. يقول رأيه مبتسماً عميقاً مفكراً في مفردات كلامه .. عاقلاً في السياسة هادئاً في النقد .. عميقاً في الانتماء الوطني ولا يقبل أن يزاود عليه أحد ...

المصري ... النائب والعين ... ورئيس مجلس النواب والأعيان ورئيس الوزراء .. كل هذه المناصب لم تغير الرجل ولم يحيد عن مبادئه الراسخة كجبل النار .. لكنها هي التي ضاق بها القلب الجميل فكان لابد لعملية مفتوحة لذلك القلب الذي يدق اليوم عطاء ومحبة وشوقاً للآخرين ..

أمام كل ذلك وعندما سمعت أن " أبا نشأت " سيدخل إلى معترك جديد هو " التجمع الوطني للتغير " ومع جمالية الاسم وفضائه الذاهب إلى البعيد .. ارتسمت أمامي شخصية المصري بما عرفته فيها .. وقلت في نفسي أن الرجل ربما سيفكر أكثر وأكثر للدخول في موجه جديدة هو بغنى عنها في هذه المرحلة من العمر .. لا لأنه ليس قادراً عليها .. ولكن لأن شخصية طاهر المصري وطابعها العام دقيقة جداً وحريصة جداً على الولوج إلى عوالم جديدة قد يعتريها معضلات ومطبات وقلق جديد.. فغاب عنها بهدوء وحكمة وبعد نظر ومن أجل أن يبقى القلب آمناً مطمئناً ينبض بالحب والشوق لكل الناس وللوطن الحبيب .