يوم ان صار لنا دولة .. الاردن ابو استقلالين
د. عاكف الزعبي
26-05-2019 02:29 PM
لو لم تكن دولة الاردن لما سلم الاردن من مؤامرة وعد بلفور المشؤوم . انبثاق الاردن الدولة مثل تحريراً لارض عربية من المشروع الصهيوني وميلاد دولة في آن معاً في لحظة تاريخية فارقه جعلت من استقلاله لاحقا استقلالين .
مع ان الاردن صار بذلك (ابو استقلالين) وهو الى اليوم كذلك وسيبقى على الدوام ، الا ان خصوم نظامه لاحقوه كما لو انه دون غيره الذي كان نتاج سايكس بيكو . فهل ارادوا ان يظل تحت مظلة وعد بلفور ؟ ام رغبوا ان ينضم الى جوقة اصحاب الشعارات البراقه التي قادت الامة الى هزائمها ؟
منذ يومه الاول عند مقدم الملك المؤسس ظل الاردن وفياً لنهضة العرب التي قادها الشريف حسين . وبقي عروبياً في تكوينه وطموحه . شارك في بنائه العروبيون الذين عملوا مع الشريف حسين ، ورافقوا فيصل الاول الى دمشق من الحجازيين والعراقيين والسوريين والفلسطينيين . وصار لاحقاً وإلى اليوم ملاذاً لكل عربي استجار به من ضيم اهله او شرور الاعداء .
يوم ان الغيت المعاهدة البريطانيه في 25/5/1946 وصدرت وثيقة الاستقلال عن المجلس التشريعي تم ولادة المملكة الاردنية الهاشمية دولة نيابية ملكية وراثية دستورية بعقد اجتماعي وشرعية مستحقة لنظامه السياسي الملكي .
عقود سبعة مرت على الاستقلال ، وعقود عشرة عل تأسيس الدولة الاردنية لم يكن عقد منها بلا واحد او اكثر من التحديات . لكنها مضت في مواجهتها الواحد تلو الآخر . وفي كل مرة لم تكن تنظر الى الخلف بل كانت دائماً تنظر للامام . حققت نجاحات ومرت باخفاقات غالطت طموحات الاردنيين لكنها هانت امام مسيرة وطنية حفظت للاردن أمنه واستقراره وقدرته على تجاوز تحديات كان بعضها وجودياً ، وغيرها تم تحويل بعضها الى فرص للتعلم والتقدم والانجاز في كافة الميادين .
نحتفل اليوم بدولة عمرها مئة عام ، وباستقلال عمره ثلاث وسبعون عاماً غرس جذور الوطن وصلّب عوده بما يكفي لمواجهة تحدٍ قد يكون الاكبر في تاريخ بلدنا . صفقة القرن الامريكيه الصهيونية تطل بإملاءاتها استهدافاً لفلسطين والاردن في ظروف عربية واقليمية ودولية غير مواتيه . انه امتحان الاردنيين واشقاؤهم الفلسطينيين في جبهتهم الشعبية والرسمية المشتركه. وانها فرصتهم لافشال ما يُدبر لهم بوعي كامل وثقة مطلقة ووحدة جامعة وصبر لا يلين.