هل ينجح الذهبي في استعادة زمام المبادرة?
فهد الخيطان
01-10-2009 05:10 AM
يسعى رئيس الوزراء نادر الذهبي الى استعادة زمام المبادرة بعد مرحلة من التردد والتراخي طبعت اداءه وفريقه الوزاري خاصة في شهر رمضان الماضي, وبسببها تلقى الرئيس انتقادات نيابية واعلامية قاسية احيانا وملاحظات علنية من المراجع العليا.
في الاسبوعين الاخيرين بدا رئيس الوزراء اكثر اهتماما بمعالجة تظلمات المواطنين الجماعية والفردية وعاد الى اسلوبه السابق في اتخاذ الاجراءات السريعة والفورية للرد على الشكاوى والاعلان عن ذلك في وسائل الاعلام ليشعر الرأي العام بأن رئيس الحكومة يتابع القضايا كافة ولا يهمل كبيرة او صغيرة قبل ان تتحول الى ازمات تنفجر في حضن الرئاسة كما حصل في شكوى اهالي طيبة الكرك وعمال الموانئ وغيرها.
عدد من القضايا الانسانية التي نشرتها مواقع الكترونية لمواطنين ادعوا انهم تعرضوا للظلم تدخل الرئيس شخصيا لحلها, شكوى مواطنين من انقطاع المياه في منطقة الرامة تابعها الذهبي مباشرة للتأكد من صحتها .. وقبل ذلك بيومين اعلن مكتبه ان جهود رئيس الوزراء اثمرت بتسلم 13 اردنيا من مصر اتهموا بالمتاجرة بالاعضاء البشرية وذلك للتحقيق معهم في بلدهم.
وبعد الانتقادات التي وجهت للحكومة على اثر ما حصل بين عشيرتي المومنية والصمادية في عجلون, سارع الرئيس الى التدخل في مشاجرات عنجرة, رغم ما أُثير من جدل حول سلامة الاجراءات الحكومية فان الذهبي سعى من وراء زيارة البلدة الى الرد على من انتقد غياب الحكومة واختباءها خلف عباءة العشيرة.
كل ما سبق يمكن اعتباره لمسات انسانية وليست خطوات او مبادرات سياسية ويبدو ان الذهبي ادرك هذا الجانب ايضا واعطاه اولوية في الاسبوع الاخير خاصة مع تزايد الحديث عن احتمالات التغيير الحكومي فقد عمل على استعادة الزخم المطلوب لاستمرار حكومته لعل ذلك يساهم في حسم الخيارات المفتوحة لجهة التعديل الوزاري, وابدى اهتماما خاصا بالملفات التي تحظى بأولوية ملكية ووطنية. فمنذ يومين ترأس اجتماعا للجنة الوزارية المعنية ببرنامج الطاقة النووية ودعا الى تسريع العمل وتوفير المخصصات اللازمة. ويعلم الجميع ان هذا المشروع يشكل اولوية اساسية للملك عبدالله الثاني, وامس الاول ترأس الذهبي اجتماعا للجنة مشروع اللامركزية الادارية في المحافظات وفي الاثناء كان وزيرا العمل والزراعة يطلقان مبادرتين لتشغيل المتعطلين وعمال الزراعة اللتين اعلن عنهما الملك في شهر أيار الماضي.
من الواضح ان الذهبي يسابق الزمن ويسعى بكل جهد ممكن لاظهار حيوية عالية في الاداء وقد يكون لهذا مردود على المستويين الشعبي والاعلامي, لكنه لغاية الآن يواجه مشكلة مع النواب تظهر معالمها في تصريحات نارية اطلقها اكثر من نائب ضد الحكومة وتحذير من مواجهات مقبلة تحت القبة.
بيد ان اللمسات الانسانية والمتابعة لملفات الوزارة على اهميتها لا تكفي مدماكا واحدا في فترة »رئاسية« جديدة. يحتاج الذهبي الى التحلي بالشجاعة الكافية لاتخاذ قرارات جريئة تأجلت كثيرا واعادة بناء حكومته على أسس سياسية ووطنية تأخذ في الاعتبار مبدأ الكفاءة وتجاوز بدعة التكنوقراط, والاستعداد الدائم لصد التجاوزات على صلاحياته الدستورية ومواجهة الفساد بحزم ومغادرة عقلية كبير الموظفين. واعتماد مشروع وطني للاصلاح السياسي وخوض معركة للدفاع عنه اذا لزم الامر.
بعد سنتين من الجلوس على كرسي الرئاسة في الدوار الرابع يصبح الاستمرار من دون تغيير »القعدة« مملا وبلا جدوى.0
fahed.khitan@alarabalyawm.net