رسالة الاستقلال ام استقلال الرسالة
السفير الدكتور موفق العجلوني
26-05-2019 03:44 AM
يعيش الاردنيون حالة فرح غامره، يتوافق هذا الفرح مع مناسبتين عظيمتين مناسبة شهر رمضان الفضيل ومناسبة عيد الاستقلال ال ٧٣ للمملكة الاردنية الهاشمية. وقد خاطب جلالة الملك حفظه الله الشعب الاردني مهنئاً بهذه المناسبة الوطنية قائلاً: " عيد استقلال مبارك لكل أردني واردنية يعمل من اجل ان يصون ويحفظ مكتسباته التي حققها الاباء والاجداد ويبني عليها لتظل راية الاردن عالية خفاقة على الدوام وكل عام والاردنيون بألف خير “.
بهذه المناسبة فقد تلقيت دعوة للاحتفال بمناسبة عيد الاستقلال من معالي الامين العام لحزب الرسالة الدكتور حازم قشوع .و كون هذه الدعوة جاءت احتفاءً بمناسبة عيد الاستقلال ال ٧٣ و مئوية البيعة ، علاوة على العلاقة الطيبة التي تربطني بالدكتور حازم ، فكان لزاماً حضور هذه الدعوة للأسباب التي ذكرتها وليس لأسباب حزبية ، علماً بآنني لا اؤمن بالأحزاب في الاردن و لا اعتقد ان الاحزاب سيكون لها شأن سياسي في المستقبل القريب من حيث تشكيل حكومة ذات أغلبية حزبية او تكون غالبية حزبية في مجلس النواب ، لان تشكيل الاحزاب في الاردن من وجهة نظري ربما اتفق مع مقولة دولة الدكتور معروف البخيت نحتاج الى اكثر من ٣٠ عاماً لبداية تشكيل الاحزاب بالمفهوم الديمقراطي بعيداً عن المآرب الشخصية او الولاء الخارجي .
غصت قاعة حزب الرسالة بالمدعوين وبحضور رسمي وشعبي مهيب، ضم نفر من رؤساء الوزارات السابقين والوزراء والنواب والاعيان والسفراء وشخصيات مدنية وعسكرية سابقة و سيدات فضليات .
وفي الكلمة الافتتاحية للدكتور قشوع استذكر فيها انجازات الهاشميين العظماء في ازدهار الاردن وتطوره وحفظ منجزاته من خلال السياسه الحكيمه والمعتدله لجلالة الملك حفظه الله التي كانت مضربا للأمثال في محيط ملتهب.
و اضاف الدكتور قشوع باسم الحضور اننا مع جلالة الملك في كل مواقفه المشرفه والتي تمثلت تجاه القدس والمقدسات وان الاردنيين جميعا ملتفون حول جلالته ، فهو صاحب الرؤيا الوطنيه العليا ونعتز ونفتخر بهذه القياده واننا كنا وما زلنا نعمل على متانة النسيج الوطني ووحدتنا هي الاساس في مجابهة الخطر على وجودنا وعلى دورنا وادائنا العروبي وسيبقى عمقنا عربي وقضيتنا الفلسطينيه هي المركزيه وهذه الوصايه الهاشميه لدليل فخر الامه والعالم بقيادتنا الحكيمه ونحن سندافع عنها لأنها امانة في اعناقنا ولن نتخلى عن دورنا ولن نخلع ثوبنا مهما كانت المغريات ، و سنسير على الطريق الذي رسمه لنا جلالة الملك من خلال الاوراق النقاشية .
الاحتفاء بهذه المناسبة الوطنية بالعيد ال ٧٣ لاستقلال المملكة، يحمل رسالة للداخل والخارج هي رسالة الاستقلال بكل معاتيها والتي عبر عنها جلالة الملك حفظه الله، على المستوى الداخل المحافظة على انجازات الاجداد والاباء والبناء عليها والتكاتف والتعاضد في مواجهة التحديات ورص الصفوف على كافة المستويات والاطياف السياسية والاجتماعية والثقافية والالتفاف حول القيادة وخاصة في ضوء المعطيات الحالية التي تفرض على الساحة الاقليمية.
اما الرسالة للخارج، فالأردن ممثلاً بقيادته الرشيدة عصياً على كل محاولات الدس والنيل من سمعته ومحاولات الضغط على الاردن لتغيير مواقفه الثابته تجاه القضية الفلسطينية والقدس، وهذه الرسالة الثابته التي بعث بها جلالة الملك للقاصي والداني ان الاردن متمسك بمواقفه تجاه فلسطين واقامة الدولة الفلسطينية المستقلة بحدود الرابع من حزيران عام ١٩٦٧ وعاصمتها القدس الشريف. وان مشاركة الأردن في آية مؤتمرات اقتصادية او سياسية عربية او اسلامية او دولية، سيؤكد على مواقفه الثابته والتي أعلن عنها جلالة الملك مراراً وتكراراً.
نعم هذه هي رسالة الاستقلال استقلال الاردن والتي أكد عليها الاردن ٧٣ مرة، وهذا هو استقلال الرسالة الاردنية الرافضة لأية ضغوط ومهما بلغت الضغوطات السياسية والاقتصادية والإقليمية والمغريات والعطايا، فرسالة الاردن هي رسالة الاستقلال والاردن يتميز باستقلال رسالته والتي يعرفها العالم ويعرفها المجتمع الدولي والتي عبر عنها جلالة الملك عبد الله الثاني ابن الحسين في كافة المناسبات والمؤتمرات العربية والاقليمية والدولية.
وختاماً مبارك عيد استقلال المملكة لجلالة سيدنا وكافة الاردنيين، وعاش الاردن عزيزاً كريماً امناً مستقراً بقيادته الهاشمية المظفرة وشعبة الاردني العربي الابي.