لا أعرف رئيس هيئة أركان جيشنا العربي الأردني الفريق الركن محمود فريحات شخصيا , لكن كلمات هذا الجندي الأردني في لقاءاته الرمضانية مع جنوده ومع المتقاعدين العسكريين والمحاربين القدامى , تعجبني كثيرا , فالرجل يمزج بين السياسة التي تمليها ظروف الحاضر, وبين العسكرة النابهة التي تتطلبها تلك الظروف على قسوتهاوخطورتها, معبرا بذلك عن نهج وموقف جلالة قائده الأعلى .
لا أشك للحظة بأن هذا الضابط الأردني الكبير, هو أقرب مسؤولي الدولة إلى مقام جلالة الملك القائد الأعلى للقوات المسلحة الأردنية , وبالتالي فهو لا يتحدث أمام رفاق السلاح على هواه , فلا بد من أن كل ما يقوله يجسد موقفا ملكيا ثابتا راسخا وقويا , وهو لا يتردد في تأكيد ذلك .
قال الفريق فريحات ولمرات عدة حتى الآن ومع إقتراب ما يسمى بصفقة القرن, وعلى ضفاف ذكرى إستقلال المملكة , كلاما كبيرا يرفع معنوياتنا جميعا جيشا ومواطنين على حد سواء , وهو كلام عسكري يطمئننا على جهوزية جيشنا للدفاع عن بلدنا بكل قوة وإقتدار .
توقفت عند قوله " الأردن كامل السيادة وسندافع عن إرثنا التاريخي بكل قوة وعزم " .
هذا كلام كبير معبر نشتاق جميعنا لسماعه كل يوم , وبالذات في هذا الزمن الإقليمي والدولي الحرج والدقيق والخطير والحساس ! .
وهذا كلام يجب أن يصب في أذن ووجدان كل مواطن أردني وكل جندي أردني , فهو يعني أن أية مؤامرة تستهدف هويتنا الوطنية كمملكة أردنية هاشمية ووجودنا كأردنيين من كل طيف , لن تمر , وأن ما أعلنه وبشجاعة جلالة الملك من لاءات كبرى في الزرقاء مدينة العسكر والوحدة الوطنية , ستجد جيشا مقداما مسنودا بشعب وفي متقاعدين عسكريين ومدنيين , للدفاع عنها وبقوة وعزم , ومتى كان ذلك , فلا قوة على وجه البسيطة قادرة على التطاول على سيادة مملكتنا العتيدة ووجودها وإرثنا التاريخي غير القابل للنقض تحت أي ظرف كان .
نحيي جلالة الملك القائد الأعلى لجيشنا الباسل , كما نحيي كل ضابط وضابط صف وفرد يتشرف بالإنتساب إليه , ونتمنى أن تتواصل رسائل هذا الجيش المصطفوي للداخل والخارج وبإستمرار , ونبارك لشعبنا وقيادته الهاشمية وجيشه وقواه الأمنية عاملين ومتقاعدين بعيد إستقلالنا الوطني الذي لن يتزعزع يوما بعون الله , وهو سبحانه وتعالى من وراء القصد .