قمة البحرين والابتزاز الامريكي
د. عدنان سعد الزعبي
23-05-2019 09:14 PM
قمة البحرين ام قمة بداية صفقة القرن ، فالبحرين المكره على ذلك لا يحتاج لان تكون قمته المأطرة "بالتنمية في فلسطين" بداية مشروع التنازل عن فلسطين بشرعية عربية . فهل هي قمة تنمية ام قمة اعلان اسرائيل الاولى في المنطقة ,وتشريد اهلها وتبديد حقوقهم . فامريكيا تريد استباق الهدف الاسمى وتحقيقه ومساومة العرب عليه وخاصة الخليج قبل التعامل مع ايران التي اصبحت بعبع المنطقة الذي تستغله ادارة ترامب في سبيل مصالح اسرائيلية صهيونية امريكية . ؟؟!! فبماذا تختلف قمة البحرين القادمة عن مؤتمر وعد بلفور في 7/11/1917 في لندن .او حتى سام ريمو عام 1920 عندما تم تقسيم بلادنا بين النفوذين البريطاني والفرنسي . خير فعلت السلطة الفلسطينية بمقاطعة المؤتمر , لانها تدرك ابعاده وخفاياه وهي معنية بشكل مباشر , فكيف ستحضر وتوقع على حبل شنقها وقرارا اعدامها بنفسها . اليس هذا الموقف رسالة للعرب عن حقيقة مؤتمر البحرين ؟ وعن الموقف الذي يجب ان ننهجه فكيف اذا سيمضي هذا الطرح واصحاب الشأن رافضون ؟.
اليوم وفي عقر دارنا يريدون انتزاع فلسطين من كياننا ، ويريدون تسوية القضية الفلسطينية على حسابنا كعرب ، كله مقابل رضى الصهيونية عن السيد ترامب وشاكلته في البت الابيض. ؟ اليوم ياتي ترامب ليقول لماذا لندن وباريس وسان ريمو , انه في البحرين حتى يكون الاذلال اوسع والخنوع اعظم , فنحن العرب الدافعين للمال لخطط التنمية المعنونة لصفقة القرن ، ونحن الواهبين للارض حسب صفقة القرن في سيناء ، ونحن الذين سنقدم القربان للسيد ترامب لتفرح حاخامات تل ابيب وواشنطن ، وتشرب على نازحينا ومهجرينا ومواردنا وعلى لحانا اكواب النبيذ المعتق الذي يحمله نتنياهو لسكارى البيت الابيض في واشنطن.
اجيالنا تشهد ان الدعم الامريكي المطلق والمغمض العينين والاخفقين لإسرائيل بل للصهيونية اليوم ، هو الاعظم عبر تاريخ البشرية , فقد بلغت العنصرية الصهيونية للديسم الاصغر لترامب في البيت الابيض ، انتقاد ساخر ومؤسف لموقف العرب جميعا تجاه اسرائيل لمجرد تقرير الجزيرة حول الهليكوست , رغم أن الاعلام الموجه في بلد الحرية والديمقراطية لم ولن يتوانى لحظة عن توجيه اشد عبارات العنصرية والكراهية والتحريض تجاه العرب والمسلمين ؟. اليوم نستطيع وبلا ادنى شك ان نقول ان الادارة الامريكية االحالة ادارة صهيونية الطبع والمراس والتوجه والممارسة ، وأنها جاءت فقط لخدمة اسرائيل وليس خدمة مصالح امريكيا التي تتجسد بعلاقتها مع العرب بشكل اكبر واعظم وأدوم . . نحن نعرف التحيز الامريكي لاسرائيل لكنا لم نشهده كما نشهد اليوم تسابق ادارة ما مع الزمن من اجل تحقيق حلم اسرائيل وكانها جاءت فقط من اجل اسرائيل والقضاء على كل ما يقف في طريق مخططها لاحقا.
فبدأت حلقات التصفية وانهاء المشاريع القومية ومشاريع المقاومة , وتشويه الدين لانهاء المشاريع الدينية الوحدوية. فنحن اليوم كعرب نعيش في ارذل مراحل التاريخ التي نرى فيها الاذلال والظلم والهيمنة ونشارك به ،ونرى فيه تحطيمنا ونشد على يد الفاعل متناسين ان التاريخ يسجل وان الايام لا ترحم وهي آتية لا محال، وستحاسب الاجيال كل متخاذل او متعاون أو متىمر على الامتين العربية والاسلامية .
ولعل السؤال الملح لماذا قمة البحرين الان ونحن على وشك قمتي مكة التي ستجل موقفا عربيا واسلاميا ضد ايران فهل ستاتي قمة البحرين لتسلم السيد ترامب مفاتيح بيت المقدس كما طلبها ملك بريطانيا ريتشارد في الحملة الصليبية ولكن هذه المرة بدون دماء او خسائر مادية . وهل يتكرر التاريخ ونجد حاكما جديدا لعكا يفتح الابواب ويدخل ويخون اهله مقابل مناصب وهمية وعود زائفة . لا اضن ذلك وقوميتنا وشهامتنا العربية اجل من ما نسمعه من اشاعات ودعايات تبثها ابواق السفارات لتحقيق مآرب اسيادهم .
ادارة ترام ارادت ربط واستغلال قضية ايران وان تضع العرب وخاصة الخليج امام المحك , فترام لا تعنية ايران بمقدار ما تعنية مصالحة في المنطقة وخاصة مصلحة اسرائيل الكبرى , وقد شربنا المقلب كما شربه الايرانييون وجميعنا نسير بنفس الطريق والى التهلكة . في الوقت الذي نؤكد الخطأ الاكبر الذي ترتكبه ايران في سياستها الظلماء التوسعية التي لم تفتح مجال للحوار الاسلامي على الاقل . فلغة الهيمنة التي سيطرت على كلمات وقلوب عقول بعض رجالها الذين لم يقرأوا التاريخ جيدا اعماهم عن الحقيقة التي قد تؤدي الى دمار المنطقة اكثر مما هي عليه
من حقنا في الاردن ان نحافظ على كرامة وطننا وثوابته , وان يطوف مليكنا الكويت وابو ظبي وأي عاصمة عربية ترحب بالموقف الاردني الذي يسعى للحفاظ وحماية بيت المقدس وفلسطين التي تجري عليها المؤامرة الثانية بعد وعد بلفور . فالتاريخ سيسجل مواقف الشرف التي سيحملها ابناءنا جيل بعد جيل . والحديث عن قمة البحرين ( الذي استعجل فيها ترامب ) وطرحها على القادة في قمتي مكة ، واتخاذ قرارا واضحا فيه، سيكون ذا تأثير كبير في مواجهة الاهداف غير الاخلاقية وغير المنسجمة مع المواثيق والتشريعات والقرارات الدولية .
العرب والمسلمين ملزمون الان ، ان يرسلوا رسالة واضحة للادارة الامريكية بالفصل بين موضوع ايران ،والقضية الفلسطينية ولا يجوز الربط بينهما للاستغلال ، فهي الفرصة الوحيدة لانقاذ فلسطين وتسجيل الصفحة المشرقة في تاريخ العرب المعاصر . فامريكيا لها مصالح لدينا ولا تستطيع التسويف أو المغامرة بها ن خاصة وهي تعرف موقف الشعوب العربية والاسلامية منها . وأن اللعبة النفسية التي تروجها معروفة ومكشوفة . وان قضيتها مع ايران هي قضية دفاع عن المصالح في المنطقة وقد اكد عليها ترامب مرارا وتكرارا ، فلماذا هذا الابتزاز البشع . وكيف لا يكون لنا كعرب دور وقوه في الدفاع عن انفسنا ونحن نملك من الامكانات ما نردع به كل محاولة . وها هي حرب الخليج الاولى شاهد على ذلك . دعونا نرفع صوتنا ، فالسعودية والامارات وبدعم عربي قادرتان على دحر ايران وغيرها من المتغطرسين فهل نثق بانفسنا . وندافع عن ماء وجوهنا بعيدا عن سياسات الكابوي ورجالات الطخطخة . ؟