بين الحقيقة والعاصوف .. اللواء أحمد علاء الدين
ياسين العودات
23-05-2019 04:50 PM
تربطني بالمرحوم احمد علاء الدين علاقة معرفة ومحبة منذ زمن التقيته خلالها وتحدثنا عن أمور كثيرة وعرفت منه تفاصيل حياته الشخصية والعسكرية والأسرية وحتى مما يتحدث الناس به من أخبار متداولة، ولأني أعرف ذلك جيدا أقول: إن الشخصيات العامة تتنازعها الأهواء في الحديث عنها، ومنهم الباشا فعندما نتحدث عن تحرير فندق الأردن من عصابة إجرامية قاد عملية التحرير اللواء علاء الدين ينبري كثيرون يرفضون أي دور للباشا رحمه الله، مع أنه قائد العملية وهو من يتحمل مسؤولية الفشل لا سمح الله وكذلك النجاح.
وعندما يتعلق الأمر بعملية دخول مجموعة جهيمان الاجرامية للحرم المكي التي تمكنت قوات الأمن السعودية من القضاء عليها إلا ان فئة تصر على أن الباشا علاء الدين هو من قام بتحرير الحرم المكي.
وفي الحقيقة انا لا اعتمد في كلامي هذا على روايات الآخرين أو ناقل لاخبار غير دقيقة بهدف البحث عن شهرة أو مناكفة أو أي غرض آخر، فانا أعتمد على كلام سمعته من الباشا شخصيا في العام 2007 ضمن حديث عام حول عمليات القوات الخاصة في الاردن وفي غيرها من العالم، فأجابني بانه لم يشارك لا هو ولا أي من القوات المسلحة الاردنية في عملية تحرير الحرم المكي، مع انه عند وقوع الحادث خاطب القائد العام للقوات المسلحة الاردنية الأمير زيد بن شاكر مستفسراً حول الاستعداد والجاهزية فقال له أبو شاكر "كونوا جاهزين فيما لو طلب منا الحركة حتى تكونوا جاهزين وبأسرع وقت"، وقد حدثني الباشا رحمه الله ان عملية تحرير الحرم المكي تمت من قبل قوات الأمن السعودية فقط وقد استخدموا فيها المياه المكهربة لمنع حدوث قتل ودماء داخل الحرم المكي، وأخبرني ان الباكستانيين أيضاً قد عرضوا استشارات ومساعدة للاشقاء السعوديين وكان الرد بالشكر والعرفان للباكستانيين وان الامور تحت سيطرة السعودية واذا احتاج الامر سنطلب منكم.
أما بخصوص الصور الفوتوغرافية التي يتداولونها على مواقع التواصل الاجتماعي فهي في مناسبة أخرى لزيارة المغفور له الملك الحسين للشقيقة السعودية في أحد ميادين التدريب الحرس الوطني السعودي، وكان من ضمن الوفد المرافق للمغفور له الملك الحسين اللواء احمد علاء الدين، وتوسعة في المعلومات فان خادم الحرمين الشريفين في تلك الفترة كان المغفور له الملك خالد بن عبدالعزيز آل سعود وليس الملك فهد كما يكتب الذين قاموا بشرح الصور الفوتوغرافية.
وهنالك فريق آخر حاول رد عملية التحرير الى القوات المصرية وهذا غير صحيح فقد كانت العلاقات المصرية السعودية مقطوعة بعد توقيع اتفاقية كامب ديفيد من قبل الرئيس الراحل انور السادات.
كثيرون لا يعرفون سيرة اللواء الركن احمد علاء الدين بطل القوات الخاصة صاحب السمعة العالية في الاردن والعالم العربي والقوات الخاصة العالمية، فمن العمليات التي شارك بها عملية تحرير فندق ليبتون بجانب الجامع الحسيني وسط عمان.
وشارك ايضاً في عملية حفظ الامن والنظام في احداث ظفار في سلطنة عُمان كما قام بتحرير فندق الاردن الانتركونتيننتال حيث كان من بين الرهائن الفنانة الكبيرة نجاة الصغيرة.
وفي سيرته الشجاعة فان احمد علاء الدين قد قطع مشاركته في احدى الدورات التدريبية التي شارك بها عام 1967 في الولايات المتحدة الاميركية وعندما وقعت الحرب عاد الى الاردن للالتحاق بالجبهة، لكنه وصل مع إعلان وقف اطلاق النار.
وفي سيرته المملوءة بالبطولة حين مشاركته في كلية القيادة والاركان الاميركية كان هنالك تمارين مشتركة بين التلاميذ في الدورة، فعرض عليه احد الضباط الاسرائيليين المشاركة معه في التمرين فجاءه الجواب كالصاعقة من الباشا علاء الدين يؤسفني ان تشاركني نتقابل في القدس وهناك تعرف من أنا ويقصد الحرب على أسوار القدس فصفق له جميع التلاميذ المشاركين في الدورة.
السؤال لمن نشر هذه المعلومة غير الصحيحة، كمن ألقى حجرا في بئر ويحتاج لمئة عاقل حتى ينشله لو كان هناك مشاركة أردنية لما توانى المسؤولون في المملكة العربية السعودية عن ابرازها وشكر الاردن عليها، وقد اخبرني الشيخ نوح القضاة مفتي القوات المسلحة سابقاً بأنه عندما كانت بعثة الحج الاولى تؤدي مشاعر الحج في منطقة منى شب حريق في خيم الحجاج واثناء عملية الاطفاء عرضت البعثة الاردنية على الاشقاء السعوديين المساعدة فقال لهم السعودييون نحن نشكركم والامور تحت السيطرة واذا لزم سنطلب منكم، وكان يرأس البعثة الشيخ الدكتور علي الفقير، وعندما عادة البعثة كانت برقية الشكر من المملكة العربية السعودية الى القوات المسلحة الاردنية قد وصلت تثمن مبادرة بعثة الحج الاردنية.
للواء البطل احمد علاء الدين خالص الدعوات بالرحمة والمغفرة وسيرته مكتوبة بحروف من ذهب عسى أن أجد منبراً إعلامياً لأدون فيه تجربته وتجربة كثيرين من بواسل قواتنا المسلحة الاردنية وهم جزء من تاريخ الاردن السياسي والتاريخي ولديّ مخزون هائل حوله ان شاء الله حال توفر المكان المناسب سأضع فيه كل ذلك فهو تاريخ مليء بالخبرة والحكمة والدروس المستفادة.