مطلب أمريكي جديد للأمم المتحده تمهيدا لطرح مبادره ترامب للتسويه هو حل وكاله غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين ووقف خدماتها ، وقد سبقه قبل اكثر من عام وقف المساهمه الامريكيه الماليه في دعم نشاطات الاونروا فكان العجز المالي الذي احتاج جهدا اى اردنيا وعربيا ودوليا للتقليل منه وابقاء خدمات الوكاله .
القضيه الكبرى ليست في الخدمات المقدمه للاجئين الفلسطينيين من تعليم و صحه ومساعدات على اهميه كل هذا بل في السعي لإلغاء الفلسطيني كهويه وطنيه وكلاجئين ونازحين غادروا أرضهم تحت تأثير الاحتلال ، فالمطلوب ان لا يكون الفلسطيني فلسطينيا ،فإسرائيل تعلم أنه لن تستطيع اباده الشعب الفلسطيني ،لكنها تسعى لاباده هويته ،فلا يهم ان يكون الفلسطيني في اي بلد ويحمل اي جنسيه ويمارس حقوقه السياسيه والوطنيه في اي قاره او دوله فيكون فيها رئيسا لجمهوريه أو حتى عضوا في الكونجرس ونائبا أو وزيرا او فنانا او عالما لكنه لا يكون فلسطينيا ،فإسرائيل التي تراهن على الوقت تعتقد أن مرور السنوات سيجعل من أجيال الشعب الفلسطيني جزءا من الدول التي هاجروا إليها وحملوا جنسيتها وأصبحوا جزءا من اقتصادها وأحزابها ومجتمعاتها في كل القارات ،وتصبح فلسطين بالنسبه لهم جزءا من ذاكره أجدادهم او قصائد وحنين ينتهي مفعوله بانتهاء المناسبه .
هم يراهنون على الزمن ، ويسعدهم ان يحققوا ولو بعض أهدافهم وأن لا يكون الفلسطيني فلسطينيا وان يكون حاملا لأي جنسيه ويشغل اي منصب لكن ليس على ارض فلسطين بل في أمريكا الشماليه او الجنوبيه او اي جغرافيا غير فلسطين .
وحين يتحدث الصهاينه عن حق العوده فإنهم لا يريدون ان يبقى الفلسطيني يؤمن او يحلم بأنه جزء من فلسطين وأنه بلده ،بل يريدونه ان يتعامل مع فلسطين بتعاطف مثلما يتعاطف اي متضامن مع فلسطين ،ولهذا فالاونروا عنوان من عناوين الهويه الفلسطينيه ،والمخيمات الموجوده في دول عديده منها الأردن عنوان هام ويجب ان تبقى تأكيدا على ان الفلسطيني حتى من غادر السكن في المخيم هو فلسطيني لأن الهويه الفلسطينيه هي العدو الحقيقي للتهويد .
مثلما يراهن الصهاينه على الزمن لتفكيك علاقه الفلسطيني بهويته و جنسيته على الفلسطينيين فصائل وسلطه وشعب ان يراهنو أيضا على الزمن ليبقى الفلسطيني فلسطينيا في اي مكان يعيش ،فالتصدي لمشاريع تصفيه القضيه الفلسطينيه يحتاج إلى مواجهه الفعل الصهيوني بتعزيز الهويه الفلسطينيه في اي مكان هو وان لا يرضى إلا أن يكون فلسطينيا فهذا يعطل او يفشل ما نرفضه جميعا من تهويد للارض واستبدال مكان كل فلسطيني بمستوطن صهيوني .