فريق طبي يستخرج عملة معدنية من المجرى التنفسي لطفلة
22-05-2019 12:32 PM
عمون- نجح فريق طبي في مستشفى الأمير هاشم بالعقبة بقيادة مدير المستشفى العميد ماجد الصرايرة، في استخراج عملة معدنية من المجرى التنفسي لطفلة تبلغ 8 سنوات.
وقال والد الطفلة عماد عمرو، إنه إثناء تواجده في المسجد لتأدية صلاة الفجر اقدم الامام على إعلامه بحدث بالغ الأهمية في منزله، موضحا أنه حينما وصل بدأ رفقة الدفاع المدني محاولة إعادة استقرار التنفس لدى الطفلة؛ لينجحوا في أنقاذ حياة يارا بعد أن ابتلعت "نص دينار".
وأضاف، أنه بعد وصولهم إلى مستشفى الأمير هاشم، وإجراء الفحوصات اللازمة تبين أن القطعة المعدنية ما زالت عالقة في المجرى التنفسي. مشيرا إلى أنه تم إدخال يارا لقسم الطوارئ لحين حضور الطبيب المختص.
وبين، أنه بعد كشف الخاص من قبل الطبيب المختص، تقرر تحويل "يارا" إلى العاصمة لإجراء عملية تنظير لإخراج القطعة المعدنية إلا أن مدير المستشفى العميد ماجد الصرايرة قرر اجراء العملية بنفسه في المستشفى.
وأكد أن عملية الطفلة يارا تكللت بالنجاح بإشراف الفريق الطبي المميز في المستشفى بقيادة الصرايرة.
وأعرب عمرو عن شكره الكبير إلى العميد الصرايرة وكافة الكوادر الصحية في المستشفى، داعيا الأهالي إلى ضرورة التوعية إلى تصرفات اطفالهم.
وتاليا نص ما كتبه عمرو:
السلام عليكم ورحمة الله وبركاتة ...
فجر الأمس ، عشت وأسرتي حالة صعبة قد تمر بها أي أسرة ، تحتاج منا الثقة بالله ، وحسن الإتكال عليه ، اضع بين أيديكم ما حصل من باب التوعية للأهل لتجنب ما حصل معنا ....
بداية أجارنا الله وإياكم من ساعة الغفلة ... آمين .
أثناء تواجدي بالمسجد وبعد الإنتهاء من صلاة الفجر ، دخل شخص المسجد وتوجة مباشرة إلى إمام المسجد طالبا الإعلان عن إسم شخص لوجود حالة طارئة في منزلة ... كنت أستبعد تماماً أن أكون أنا ... هاتفي في هذا التوقيت كالعادة على وضعية الصامت ... كرر الأمام الإسم على سماعات المسجد ... بدأت أستوعب أنني الشخص المعني بالنداء ، مباشرة نظرت إلى هاتفي ... وجدت العديد من المكالمات من أم طراد ... خرجت مسرعا من المسجد متوجها إلى المنزل بلا وعي ، في مخيلتي فقط أن أبنتي الصغيرة المشاكسة ماريا حصل لها مكروة ... تزامن ذلك مع حضور رجال الدفاع المدني إلى المنزل نتيجة نداء إستغاثة ...
المفاجأة أن يارا أبنتي - ٨سنوات - هي المقصودة وليست ماريا ، كانت قد ابتلعت قطعة معدنية " نصف دينار " بعبث مع شقيقتها الصغرى ماريا - أربع سنوات - مما أدى إلى إغلاق مجرى التنفس ،
صارعت بمساعدة والدتها الأسوء وبمساعدة رجال الدفاع المدني عادت يارا تتنفس الحياة ، وبعد دقائق بدأ وضعها يستقر ، إعتقدنا أن القطعة المعدنية نزلت إلى المعدة ... شكرت رجال الدفاع المدني وغادروا ، حملت بعدها يارا الى مستشفى الأمير هاشم العسكري - العقبة لإجراء الفحوصات الطبية اللازمة .
تم التعامل بسرعة كافية مع الحالة ،من قبل كوادر المستشفى في قسم الطوارئ ، والمفاجأة وبعد التصوير الإشعاعي ، تبين أن القطعة المعدنية ما زالت عالقة في على مفترق مجرى التنفس ومجرى الطعام !!!!
بعد الصورة كان هناك إجراءات إحترازية ، وبدأت مرحلة أخرى دقيقة من قبل الأطباء للتعامل مع أي طارئ ... تم إدخال يارا مباشرة إلى قسم الأطفال ووضعها تحت المراقبة ... لحين حضور طبيب الإختصاص .
بعد ساعات تم الكشف الخاص من قبل الطبيب ، وتقرر تحويل يارا إلى عمان لإجراء عملية تنظير لإخراج القطعة المعدنية ... وبدأ التنسيق بين المستشفيات لإستقبالها كحالة طارئة .
عدت إلى المنزل لتجهيز نفسي للسفر ... بعد دقائق معدودة من وصولي المنزل رن جرس هاتفي من قبل الأهل ... يطلبون مني العودة للمستشفى بالسرعة القصوى ... والسبب أن مدير عام مستشفى الأمير هاشم طبيب جراحة الأطفال الفذ العميد الدكتور ماجد الصرايرة وبعد حضورة وكشفة على يارا ... قرر إجراء العملية بنفسة ...
وفعلا حضرت ،ودخلت علية للسلام ، وجهة المبتسم ، كلماتة الإنسانية ، قال لي " إطمئن يارا أمورها طيبة " ... صراااحة شعرت وكأنني ملكت العالم وكأنه أعطاني دفعة معنوية كنت بحاجة لها ...
دخلت يارا غرفة العمليات ... ولم يطل إنتظارنا
حتى خرج الطبيب الإنسان العميد ماجد الصرايرة مشرقا بإبتسامتة حاملاً القطعة المعدنية بيدة ... ونادى علي وقال " أبو يارا ، تفضل هاي النص دينار تبعكم ، ما إلكم عنا إيشي " ههههه " ... سلم علينا وقال : الحمدلله يارا بخير ، وتمت الأمور على خير ، وستغادر بعد أن تستيقظ " ... غادر بعدها ملوحا بيدة مرددا " الحمدلله على سلامة يارا " .
خرجت يارا من العمليات ... وعاد قلبي لينبض بالحياة ، لأخر ساجداً شاكرا حامدا لله على ما أنعم علينا من فضلة ورحمتة .
وهنا وبعد مقالي الطويل ... لا يسعني إلا أن أتوجة بالشكر والعرفان إلى الطبيب الإنسان العميد الدكتور ماجد الصرايرة - مدير مستشفى الأمير هاشم العسكري وجميع كوادر المستشفى بأقسامة المختلفة على كل ما قدموه لإبنتي يارا طوال يوم أمس ، والشكر الموصول للجيش العربي وخدماتنا الطبية الملكية على كل ما تقدم للوطن وأبناء الوطن .
كما أشكر الجنود المجهولين رجال الدفاع المدني العام ،الذين هم متواجدين في الميدان دون كلل أو ملل ، ورجال السيطرة على رقم الطوارئ 911 على متابعتهم حتى آخر لحظة ...
والشكر لكل الأهل والأصدقاء الذين غمروني بكلماتهم ودعمهم المعنوي ، ورسائلهم التي عبروا فيها عن محبتهم ودعائهم لأبنتي بالشفاء .
أحبتي ...
الأطفال يتصرفون ببراءة ، لكن علينا كأهل أن نكون متيقظين حتى لا يقع الخطأ ... ويبقى الأمر لله من قبل ومن بعد .
الحمدلله كما ينبغي لجلال وجهه وعظيم سلطانه .
أخوكم
عماد عبدالقادر عمرو
أبوطراد
Jordan Armed Forces القوات المسلحة الاردنية
Jordanian Royal Medical Services الخدمات الطبية الملكية
مستشفى الأمير هاشم العقبه
الدفاع المدني الأردني _ Civil Defence Jordan