في الأخبار أن وزيرة التنمية الاجتماعية بسمة اسحاقات, منعت تصوير تسليم مساعدات خيرية لمنتفعين تحت طائلة المسائلة القانونية, وهو قرار تُشكر عليه الوزيرة, لأنه يصبّ في حماية كرامة المحتاجين, الذين تستغل بعض النفوس المريضة حاجتهم لتوظيفها في بناء صورة زائفة لهذا البعض باعتبارهم من المتصدقين.
ما يفعله البعض في استثمار حاجة الفقراء تفعله أيضاً كثير من الشركات التجارية التي تستغل هذه الحاجة للإعلان عن نفسها وللتهرّب الضريبي في ذات الوقت, غير آبهة بكرامة الفقراء التي يجرحها التصوير وربما يفضحها, لذلك فإن قرار الوزيرة خطوة على طريق حفظ الكرامة لنفر من أهلنا يحتاجون إلى يد المساعدة دون أن تمسّ كراماتهم وهو قرار يفرض على المتصدقين تحرّي الدقة عند اختيارهم للمؤسسات التي يريدون مدّ يد العون من خلالها للفقراء, وهنا تبرز تكية أم علي نموذجاً متفرداً في الحفاظ على كرامة المستفيدين من خدماتها, وأول ذلك أن التكية وفي إطار حفاظها على كرامة المسستفيدين فإنها تقبل طلبات المحتاجين للمساعدة عبر مركز الاتصالات التابعة للتكية, والذي يعمل به إثنا عشر شخصاً مهمتهم تلقى طلبات المحتاجين وتحويلها إلى الجهات المختصة لمتابعتها واتخاذ الإجراء اللازم, كما أن التكية تقبل طلبات المحتاجين من خلال الجمعيات الشريكة المنتشرة في مختلف ربوع الوطن, والبالغ عددها مائتان وثمانين جمعية, لذلك يمكننا القول أن تكية أم علي تحفظ كرامة المحتاج منذ اللحظه الأولى عندما تجنّبه حرج اللقاء الأول والحضور الشخصي إلى مقرها.
كما يتمثل الإجراء الثاني الذي تحفظ به تكية أم علي كرامة المحتاجين, في عدم جواز بُعد مركز توزيع مخصصات العائلة المستفيدة عن مكان سكناها أكثر من خمس كيلو مترات تجنباً للمحتاج مشقة البُعد وتكاليفه.
الأمر الجوهري في الحفاظ على كرامة المحتاج أن تكية أم علي تطعمه من أواسط ما تأكله أية أسرة أردنية تنتمي إلى الطبقة المتوسطة, من خلال تقديمها طرد غذائي شهري للأسرة المستفيدة من التكية يحتوي على إثنين وعشرين مادة غذائية متنوعة من أواسط طعام الأردنيين, وللحفاظ على كرامة المحتاجين, وحتى لا يكون الأمر مفروضاً عليهم, فإن تكية أم علي تقوم كل ثلاثة أشهر بمسح دوري لمعرفة مستوى الرضا عّما تقدمه, حيث يصل نسبه هذا الرضا إلى 93%, بمعنى آخر أنه لا شيء يفرض على المحتاج, بل يسمع رأيه فيما يقدم له, وهذه أيضاً تصّب في الحفاظ على كرامته, علماً بأن التكية تستخدم أجود أنواع المواد الغذائية, من خلال مورد خارجي لهذه المواد التي يجري اختيارها ثم تخزينها ضمن شروط التخزين المثلى وفق معايير iso22000, مع وجود فريق من التكية يشرف يومياً على العمل في هذه المستودعات وفق رقابة مستدامة للحفاظ على معايير الجودة, كل ذلك في سبيل الحفاظ على سلامة غذاء الفقراء والمحتاجين المستفدين من خدمات تكية أم علي وقبل ذلك الحفاظ على كرامتهم.
Bilal.tall@yahoo.com
(الرأي)