اسهل الف مره ان ترفع شعاراً من ان تقدم مثالاً يُحتذى او تمثل انموذجاً يُقتدى به . مثلما هو اسهل كثيراً توصيف ما تعتقد انه صواب من ان تمارس ما يقتضيه الصواب فعلاً عملياً على ارض الواقع .
لو ان واحداً من كل مئة اردني يتغنون بسيرة وصفي في ايامنا هذه يتمثلون سيرته ويقتدون بسلوكه لكنا بحال افضل كثيراً مما نحن عليه . بل لكان لدينا العشرات من امثال وصفي يقودون الدولة والمجتمع كما ينبغي ان تكون القياده .
وصفي التل صاحب تجربة ، وحامل فكرٍ ، بنى عليهما قاعدة لما يمكن ان يكون مشروعاً وطنياً وقومياً كان السبب وراء أغتياله . وقد استشهد شاهراً مشروعه بيده امام اجتماع وزراء الدفاع العرب في القاهره العاصمة التي سهلت مهمة تصفيته .
عشية هزيمة العرب حزيران 1967 حذر وصفي من وقف اطلاق النار والتوقيع على الهدنة داعياً الى الا ستمرار بالمعركة بمشاغلة اسرائيل بحرب نظامية او غير نظامية منبهاً من ان توقف الاعمال العسكرية على جبهات القتال سوف يكون المقدمة والسبب في سلسلة من الهزائم العربية المتلاحقه .
قوى الظلام التي قررت ان حياتها ستكون افضل بغياب وصفي ، غلّفت يد الغدر والجريمة التي امتدت لاغتياله بقفاز يحمل ختماً مزوراً للمقاومة الفلسطينية امعاناً منها في تزييف مشهد الجريمة والاساءة للشهيد وموقفه الوطني والقومي .
ما توقعه الرجل بعزم ارادته وعمق بصيرته من نتائج توقف التعامل العسكري العربي على مختلف الجبهات مع اسرائيل نعيشه اليوم واقعاً مراً ينذر بمخاطر لا حدود لها على المستقبل العربي وباثمان باهضة سوف تدفعها بلاد وشعوب العرب .