حرب الصيف .. بالون إعلامى!
حسين دعسة
21-05-2019 11:18 AM
ثمة أسئلة صعبة عن نذر التصعيد حد التهديد بالحرب، نتيجة تغير اتجاهات الأزمة الأمريكية- الإيرانية، وهى نذر تعيد المنطقة إلى متاعب حرب الخليج وتبعياتها خلال عقود ثلاثة شهدتها المنطقة، نتيجة مرحلة من الصراعات العربية - العربية والعربية - الغربية، ضمن كارتيل التحالفات الاستراتيجية التى قادتها الدول العظمي، فى محاولات شرسة لإعادة أخذ دورها الإقليمى.
..يبدو أن الصيف الحالى سيكون ملتهبًا إلى حد كبير وغريب، فالولايات المتحدة الأمريكية تفتعل أزمة خطيرة فى ذات الوقت الذى تعيش به دول المنطقة، انهيارات شتى إن كان فى سوريا أو العراق أو ليبيا أو اليمن أو استمرار تداعيات الحراكات الشعبية والربيع الشعبى يتواصل فى أكثر من مكان.
هل تريد أن تفهم ما يجرى فى «الشرق الأوسط» ومدى جدية وجود جل المنطقة على مشارف حرب واسعة، قد تكون مدمرة - بالفعل - بين إيران من «جهة» وأمريكا من «جهة» أخرى؛ برغم أن الحرب إن وقعت ستكون بين إيران والولايات المتحدة أكثر من جهة وتنهار خارطة الشرق الأوسط لتغرق بفوضى الحروب والتحالفات التى تمتلك الولايات الأمريكية قوتها، وقد ربت عديد من الدول فى العالم كـ«حلفاء» بدرجة «حليف استراتيجى من الدرجة الأولى»؟ اليوم وأمس وقبل أسابيع كانت نذر الحرب تعيد صياغة كل ما يجرى داخل أروقة ودوائر وحكومات وزعماء دول المنطقة، وتسارعت حدود التوتر الحاد الأمريكى – الإيرانى، خصوصًا فى بند استعراض القوى العسكرية والعناد السياسى.
نشهد بخوف ما وصلت إليه العقوبات الأمريكية والعالم ضد إيران واعتبارها دولة مارقة ومثيرة للعنف والإرهاب وداعمة للتطرف والفكر الظلامى ضد دول العالم وحتى دول الجوار الإيرانى.
لهذا نجح التضييق الأمريكى على إيران وكل الدول التى قد تكون حليفة معها، واستراتيجيًا إيران وحيدة فى أى حرب متوقعة، ولن تستفيد من أى قوة أو تأييد من دول كتركيا أو الصين أو حتى روسيا والدول التى انفصلت عنها، ويمكن فهم تراجع التعاقدات من عملاق «الكتلة الشرقية» الصين لمتابعة شراء مصادر الطاقة وهنا نتكلم عن «النفط» ما زاد من أثر ضيق الحصار والعقوبات على النظام الإيرانى، وتعريته تجاه الشعوب الإيرانية ما وصم الصيف بـ«الحار» على كل الصعد فى الداخل الإيرانى، واشتداد أثر الأحوال الصعبة على قدرة الإعلام وماكينته الضخمة عالميًا بإشعال التصعيد فى المنطقة نحو الحرب!
رئیس لجنة الأمن القومى والسیاسة الخارجیة فى البرلمان الإيرانى «حشمت الله فلاحت بیشة» وضع على صفحته فى « تويتر» عبارات استفزازية تؤشر إلى أن الأمن فى الخليج العربى هش كالزجاج(...)، بحسب ما أكد ذلك روسيا اليوم ووكالات عالمية، ويعنى العرض الإعلامى عبر وسائل السوشيال ميديا الاجتماعية أن نذر الحرب فى هذا الصيف قد تبقى ضمن وسائل الاعلام وتنهار - بالتالى- معها شعلة أى حرب على أرض الواقع، ذلك أن الخليج العربي لن يوافق، من فوق الطاولة أو من تحتها على أى حركة عسكرية أمريكية ضد إيران.
سينتهى موسم رمضان ونتهيأ للحج ويتعب ترامب من الجدل العقيم.. وبالتالى الإدارة الأمريكية لن تعكر صيفنا اللاهب، ولن يتاح للرئيس الأمريكى - بضغوط إدارتة العميقة - قيادة البوارج والسفن وقاذفات f35، ولن يأتى الوقت الذى يحلم به ترامب بإدخال مصادر الدول الغنية فى الخليج أو دول جوار إيران إلى حلبة صراعات عسكرية ينبذها المجتمع الدولى ففى الشرق الأوسط الكثير من الخراب ولن يعود من جديد إلى المجهول.
فاصلة، (CNN) نقلت عن رئيس مجلس العلاقات الدولية بأمريكا «ريتشارد هاس» إن إدارة الرئيس دونالد ترامب تحاول «طحن إيران» على حد تعبيره، وتتطلع لتغيير جذرى فى سياسات طهران «تصل إلى تغيير النظام». (بوابة روز اليوسف)