دعا العاهل السعودي الملك سلمان بن عبدالعزيز الى عقد قمتين طارئتين خليجية وعربية في مكة المكرمة أواخر الشهر الجاري تهدف الى التنسيق والتشاور مع الدول العربية ودول الخليج لتعزيز الامن والاستقرار في المنطقة ، وتقف في الخلفية التوترات المتزايدة بين الولايات المتحدة وإيران اضافة الى الهجوم على سفن تجارية قرب المياه الإقليمية لدولة الامارات العربية اضافة الى ما قامت به ميليشيات الحوثي الإرهابية المدعومة من ايران من استهداف محطتي ضخ نفط سعوديتين .
ليس مؤكدا ان تنتهي هذه التوترات بعمل عسكري ضد ايران لكن احتمالية وقوعه عالية جدا ، لا احد يتمنى الحرب ولا نريد للشعب الايراني ان يعاني على المستوى الإنساني من نتائج هكذا مواجهة ، لكننا نريد ان نضع حدا لنشاطات ايران المزعزعة في الشرق الأوسط والتوقف عن تنفيذ مشاريعها الثلاث : البرنامج النووي وبرنامج الصواريخ البالستية ودعم الجماعات الإرهابية في المنطقة .
منذ اتخاذ قرار الخروج الى عاصفة الحزم اعتمدت المملكة العربية السعودية سياسة فعالة هجومية بطبيعتها وليست دفاعية فقط على المستويين الإقليمي والدولي لوقف التغلغل الايراني في المنطقة, توجت بخروج الولايات المتحدة من الاتفاق النووي مع ايران وكذلك تصنيف الحرس الثوري كمنظمة ارهابية وأخيرا اعادة انتشار القوات الامريكية في منطقة الخليج العربي .
راهنت المملكة العربية السعودية على حصار ايران سياسيا وعسكريا واقتصاديا ونجحت في ذلك , وفي المقابل خسرت ايران كل رهاناتها فموقف الحليفين الروسي والصيني ضعيف جدا والموقف الاوروبي باهتا ,حتى رهانها على قطر والكويت وعمان لإحداث ثغرة في الموقف الخليجي قد تلاشى ، هذا يقودنا الى الحديث عن المقارنة بين قوة المالكة العربية السعودية المركبة والناعمة - دبلوماسيا واقتصاديا وسياسيا وبين قوة ايران الهشة القائمة على تسليح الميليشيات وإرساليات السلاح .
لن تكون قمة مكة مجلس حرب لكنها تحمل رسالة سياسية واضحة لإيران اما ان تكون جزءا من المنطقة تعيش بسلام وتتوقف عن إرسال الموت والدمار والتخريب الى دول الجوار وتكتفي بحدودها المرسومة على الخريطة وتتخلى عن أطماعها, أو ان تستعد لمزيد من العقوبات والحصار بانتظار انهيار النظام من الداخل أو عملا عسكريا لا يبقي ولا يذر . وبرأيي أن لحظة الحقيقة قد حانت وان الشهور الستة المقبلة ستكون حاسمة بالنسبة لمستقبل المنطقة ,والكرة اليوم في الملعب الايراني وعليها الاختيار بين تحريك الميليشيات واطلاق الطائرات المسيرة والعبوات الناسفة ومواجهة مصيرها المحتوم, اوتصدير الفستق والسجاد الايراني والعيش بسلام .
أردنيا تتجة النية للمشاركة في قمة مكة الطارئة وهو الخيار السليم حيث في منطقة شديدة الاستقطاب لا يمكنك الوقوف في المنتصف او تبني سياسة النأي بالنفس ، من مصلحة الاردن الوقوف الى جانب الاشقاء الخليجيين في معركتهم ضد نظام الملالي ، انهيار النظام في ايران او هزيمته وخروج ايران من المنطقة هو مفتاح للاستقرار الأقليمي والازدهار الاقتصادي ومشاكل الاردن الاقتصادية لن تحل طالما سياسات بغداد ودمشق ترسم في طهران .
Mutaz876@gmail.com