الاطباء ما بين الضَرب والضَريبة !
د. عادل محمد القطاونة
20-05-2019 02:44 AM
يبدو ان الطبيب الاردني قد كُتب عليه ان يكون اسيراً للضرب والضريبة؛ الضرب من المُراجع والضريبة عن المُراجع وما بين المَواجع والمُراجع، الطبيب المتواضع والمترافع؛ وما بين مُشتكي من طبيب ومُشتكى من مريض؛ طبيب مُتدرب وطبيب مُتهرب! يتساءل الكثيرون عن دور وزارة الصحة القيادي؟ ودور نقابة الاطباء الريادي؟
عن ادارة الملف الضريبي للقطاع الصحي؟ وطبيعة العمل الاضافي؟ حقيقة العمل المجاني؟ دور الحكومي الثقافي؟ ودور المستشفيات التوعوي في اهمية النظام الطبي؟
ان التقصير الاداري والنظام البيروقراطي في النظام الحكومي بشكل عام والنظام التعليمي والصحي بشكل خاص، اصبح اليوم بحاجة لاعادة هيكلة تضمن للطبيب كرامته وللمواطن مكانته، وفق رؤية استراتيجية تجعل من المستشفيات والجامعات بيوت خبرة ومعرفة، ومن الطبيب والمُدرس قامة فكرية وادارة علمية، من الدوائر الضريبية مؤسسات عملية وطنية تُحفز العلم وتطور العمل وصولاً لنظام صحي تكافلي اجتماعي يجعل من الطبيب دافعاً للضريبة ومُقدماً للنصيحة!
ان ادارة وتطوير العمل المؤسسي اصبح اليوم ضرورة وطنية، ادارة تسمح في تطوير القطاع الصحي بشكل منهجي تحفيزي، وصولاً لريادة في السياحة العلاجية بالمنطقة، وبعيداً عن لغة الترهيب الضريبي وقريباً من ادارة التهرب الضريبي! وصولاً لنظام صحي متكامل مبني على ادارة المعرفة والابتكار، يلغي الانتهاكات الصحية ويعزز من القناعات الذاتية في خدمات صحية ذات جودة مرتفعة وثقافة شعبية راسخة باهمية القامات الطبية والعلمية.
ان تأطير العمل المهني بشكل عام والطبي بشكل خاص لا يزال اسير الاحلام والاوهام، فالمحاسب بلا نقابة، والخبير الضريبي في دوامة!!
الطبيب في عمل بلا نهاية، والمقاول بانتظار دفعاته كحوالة، كل هذا يستلزم من الحكومة وضع اطار فكري ابداعي يحفز الطاقات وينظم الاجراءات وصولاً لنقابات قوية مهنياً لا حزبياً، وصولاً لطبيب مدعوم لا مهموم، ومواطن عالم لا جاهل، يقدر التحديات ويلتزم بالادبيات!