للأنشطة اللامنهجية أهميتها وقيمتها التربوية والنفسية لما تسهم في تكوين العلاقات الشخصية وتعزيز الروابط، فهي المحرك الرئيس للدافعية وزيادة التفاعل مع المجتمع المحلي وزيادة الوعي بالذات والمسؤولية الإجتماعية.

إن الأنشطة اللامنهجية تعد بوابة الريادة والتطوير والتميز سيما وأنها الأساس في تنمية المهارات القيادية والثقة بالنفس وغرس روح التفاؤل بالمستقبل إضافة إلى كونها مصدر إلهام لمزيد من التقدم وترسيخ القيم والمعلومات والمبادئ خارج جدران البيئة الصفية.

الأنشطة اللامنهجية تطبيق سلوكي معرفي من المفترض أن تعمل بشكل منظم واستراتيجي ضمن إختصاص قسم النشاطات التربوية في وزارة التربية والتعليم بعيدا عن التقليدية وبشكل يدعم طلبة المدارس ويعزز قدراتهم ويسهم في إبراز مواهبهم محليا ودوليا. ويكون هذا من خلال بناء وتنفيذ خطة عمل محكمة ترتكز أساسا على تأسيس أندية طلابية في المدارس تعمل في إتجاهات متعددة بحيث يتم من خلالها تطبيق الأنشطة وتوفير الدعم المادي واللوجستي لهذه الغاية أو من خلال تعزيز الشراكات من المؤسسات المتخصصة ذات الصلة المباشرة.

فالثقافة والمعرفة، كما جاءت في فلسفة أفلاطون في المثالية «بأنها السعي الدائم لتحصيل المعرفة الكلية الشاملة، التي تستخدم العقل وسيلة لها، وتجعل الوصول إلى الحقيقة أسمى غاياتها»

وانطلاقا من هذين المحورين، نقترح الإهتمام بتأسيس أندية طلابية في المدارس ونقدم تصورا مبسطا على النحو الآتي:

أولا: تأسيس نادي اللغة العربية والقرآن الكريم؛ بحيث يتم من خلاله الإهتمام باللغة العربية وترسيخ ثقافة الحوار والسلام من خلال المناظرات والمسابقات والتعريف بمبادرة "ض" التي أطلقها سمو الأمير الحسين بن عبدالله الثاني، التي تسعى إلى الحفاظ على مكانة وألق اللغة العربية بهدف خلق نموذج فريد للشباب المؤمن بلغته، والساعي لإبراز هويته، والحريص على إحداث تأثير إيجابي والإستفادة من النشاطات التي تطرحها، إضافة إلى إحياء علوم القرآن الكريم والدعوة إلى الإلتزام بأخلاقيات القرآن وتنفيذ المسابقات الدينية.

ثانيا: تأسيس النادي الإعلامي والتصوير الفوتوغرافي؛ يتم من خلاله التعرف على التقنيات الجديدة وطرق التعامل السليم مع وسائل التواصل الإجتماعي السوشيال ميديا والألعاب الإلكترونية وتشجيع الطلبة على إنتاج مواد توعوية متنوعة بالصوت والصورة. والتحرك نحو تنمية الإبداع من خلال التصوير و تسليط الضوء على قضايا انسانية أو بيئية أو إجتماعية من خلال الصورة لتشكل جانبا من التجربة الشخصية للطالب على أرض الواقع.

ثالثا: تأسيس نادي البحث وتكنولوجيا المعلومات؛ يتم من خلاله توجيه المواهب والهوايات التقنية نحو البحث وتنمية الخيال العلمي وتشجيع الطلبة على المشاركة في المسابقات والمشاريع التي تطرحها المؤسسات ذات العلاقة على المستويين الداخلي والخارجي.

رابعا: تأسيس نادي اللياقة البدنية و الدراجات الهوائية؛ يتم من خلاله تطوير الرشاقة، والتحمُّل، والمرونة والقوة من خلال التمرينات المتنوعة إضافة إلى نشر ثقافة ركوب الدراجات الهوائية لإضفاء جو من الرفاهية والمنافسة من خلال تنفيذ السباقات الميدانية على مستوى المدارس وإقامة البطولات المختلفة.

خامسا: تأسيس نادي الكورال والمسرح؛ يتم من خلاله رعاية المواهب الطلابية بهذا المجال والإهتمام بالتدريب الصوتي والإيقاعات الحركية وتشجيع أداء الأغنية الوطنية والشعبية الفلكلورية في المناسبات المختلفة إضافة إلى التعرف على عناصر النص المسرحي والتعريف بكيفية التمثيل وتنفيذ المشاريع الفنية.

سادسا: تأسيس نادي السلامة العامة وخدمة المجتمع؛ يتم من خلاله التوعية بعدم التدافع واللعب في الشارع وتهوية الغرف الصفية والتعامل مع المبنى في حالات الطوارئ من خلال تصميم الملصقات واللوحات الإرشادية والتحذيرية إضافة إلى زيادة الوعي بالمسؤولية الإجتماعية وتنفيذ المبادرات التطوعية من خلال عقد الندوات التوعوية والتثقيفية.