حلول عادية لمرحلة استثنائية
المحامي عبد اللطيف العواملة
19-05-2019 04:52 AM
نقول منذ مدة باننا نعبر مراحل استثنائية حيث تكالبت علينا المواجع الاقليمية و العالمية مما اجبرنا على اتخاذ قررات تكتيكة وقتية صعبة خلقت تشوهات اجتماعية و اقتصادية اربكت فئات اساسية في المجتمع و ادخلت التشاؤم الى قلوب كثير من الناس يعبرون عنه بطرقهم المختلفة.
التحديات حقيقية و شاملة و جذرية فلا بد ان تكون الحلول على هذا المستوى. قرارات الحكومات في اخر عشر سنوات غير متسقة مع الواقع الاجتماعي و السياسي. دوامة من رفع الدعم و زيادة الاسعار وتسويقها المضلل على انها الدواء المر و هي ليست الا ابر تخدير. تصريحات وزراء الحكومات المتعاقبة كالنسخ الكربونية تدور حول من اين سنأتي لكم بالمال و نحن دولة محدودة الموارد؟ المحدود الحقيقي هو التفكير من حيث عدم ايجاد رؤية متكاملة مبدعة في التعامل مع التحديات. اين الابداع؟ اين الابتكار؟ اين الخيال؟ اين الخبرة و المقارنات العالمية؟ الاردن يستحق نهضة وطنية شاملة و متكاملة، فأين هي؟
اين هي الخطة الكاملة لاعادة هيكلة القطاع العام و ايقاف الهدر فيه؟ اين نحن من تخفيض اعداد الوزراء و النواب و الاعيان و ضبط نفقاتهم الحالية و "التقاعدية"؟ هل يدعم البرلمان قاطرة التنمية ام يشدها الى الوراء؟ كيف تتم عملية تقييم حقيقية للمؤسسات المستقله و الشركات الحكومية؟ اين هي السياسات الحكومية الواضحة في الصحة العامة و التعليم و المواصلات و التنمية المستدامة؟ هل نحن قادرون على التعامل مع الفساد بشكل جذري و الذي تحميه للاسف بعض الممارسات العشائرية الخاطئة كما نرى بين الفينة و الاخرى؟ هل نحن جادون في تحقيق العدالة الضريبية التي تحقق الامن المجتمعي؟ سيتقبل المواطن كل التضحيات اذا كانت ضمن خطة شاملة واضحة و عادلة للمستقبل.
ما نواجهه اليوم هو ظروف استثنائية و المعروض لا زال هو اجراءات عادية تخلو من الابداع. علينا الاعتراف بالمشاكل متكاملة و معالجتها كملف شامل عابر للحكومات و البرلمانات و الظروف الاقليمية و الدولية المتقلبة.
على المسؤول ان يتقي الله في عمله، و على من ليس لدية القدرة على مواجهة الحقائق ان يترك الساحة لغيره فالحلول الوقتية و المعلبة و المعادة لا تأتي الا بالنتائج الموجعة، فالمجرب لا يجرب. قال اينشتاين بان العبث ان تقوم بذات العمل مرة بعد مرة و تتوقع نتائج مختلفة.