بين حانا المعارضة ومانا الموالاة
يوسف غيشان
19-05-2019 02:10 AM
(قوى الشد العكسي) .... يا للروعة!! يا للشجاعة ...يا للقوة ..يا للجرأة..يا للكياسة..يا للنغاشة... يا للبلاغة...يا للصياعة...يا للغرابة ..يا للمبادرة ..يا للمنابزة..يا للمبارزة يا للمنازلة...يا للمنافسة...يا للمدافشة يا للمرافسة..يا للمعاقطة، «يا» أداة نداء...................!!
إنها من أكثر العبارات تكرارا ، في التصريحات السياسية، خصوصا وعموما، حيث إن الرافضين للصيغة السياسية السائدة مهما كانت ،يتّهمون القوى الأخرى ، دون تسمية، ربما هروبا من المواجهة، ويسمونها قوى الشد العكسي. بمعنى أن هؤلاء يحاولون السير في المجتمع الى الأمام، بينما يمسك هؤلاء – قوى الشد العكسي- يمسكون بتلابيبهم ويحاولون «إعادة عجلة التاريخ الى الوراء».
هكذا وجد المعارضون شمّاعة يعلقون عليها تراجعهم وفشلهم في تحقيق ما يصبون اليه في المجتمع، لأن قوى الشد العكس تعيدهم دوما وأبدا الى المربع الأول، وترفض أن يتقدم المجتمع بهم الى الأمام، فيكونون مثل بروميثيوس في الأساطير القديمة الذي يحاول أن يرفع الصخرة الى اعلى الجبل ، لكن النسور تنهش من كبده ، فتقع منه الصخرة الى الأسفل قبل الوصول بقليل ، فينزل ويعيد الكرّة.
أما إخوتنا في قوى الشد العكسي ، فهم يعتبرون أنفسهم يسيرون في المجتمع الى الأمام كعادتهم وديدنهم، وهم يقودونه منذ زمن بعيد بنجاح منقطع النظير ، لكن قوى الشد العكسي التي قويت هذه الأزمان تحاول أن تعرقل مسيرتهم الوطنية وتحاول أن تودي بالوطن، من أجل مصالح شخصية وارتباطات خارجية وأجندات مشبوهة جدا ومصالح خاصة جيد جدا، لا بل ممتازة.
هكذا تضيع عبارة قوى الشد العكسي بين (حانا) المعارضة و(مانا )الموالاة، ولمن لا يعرف القصة، فإن حانا ومانا زوجات لرجل محترم ، كانت حانا تحب الشعر الأسود على لحية زوجها، فكانت تنتف الشعرات البيض في ليلتها المخصصة،أما مانا فكانت تحب الشعرات البيض فتنتف الشعرات السود في ليلتها المخصصة ...حتى نتفت لحية الرجل تماما من قبل الزوجتين،خلال أشهر، فقال قولته المشهورة: (بين حانا ومانا ، ضاعت لحانا).
أما أنا فلست مهتما ب(حانا) ولا ب(مانا )،ولا بلحية (أخانا)المنتوفة ، كل ما أريد هو أن انضم الى قوى الشد العكسي ، حتى أشعر بالقوة والجبروت والسؤدد وهي تتسرب باندفاع شيطاني في شراييني وعروقي كافة، وتتسرب من خياشيمي، وحينما تلتحم بالهواء يتطاير الشرر من مناخيري كثور مصارعة إسباني.
لا يهم أين أكون، ومن أشد، لست مهتما بالمعارضة، ولا بالموالاة، أنا من جماعة عدم الانحياز .... أنا فقط مع قوى الشد العكسي ما غيرها، يا جماعة، أريد أن أكون-ولو مرة واحدة قبل أن أموت-في جانب المنتصرين، وأرفع أصابعي بإشارة النصر عن حق وحقيق، وليس لمجرد التصوير.
وتلولحي يا دالية
الدستور