صنفوني كما تشاؤون , لا يهم , ما دام هدفي والله على ذلك شهيد , هو صون " الوطن " المملكة الأردنية الهاشمية " بهويتها الوطنية التاريخية ووجودها, وحمايتها من تآمر المتآمرين , ومخططات الظالمين الذين يتربصون ببلدنا لقطف " ثمار" إحتجاجاتنا وعتبنا وغضبنا, وتوظيفها في خدمة أهدافهم الشريرة والمسمومة , تماما كما حدث في أقطار عربية شقيقة غيرنا ! .
أعيش كمواطن حجم ما نعاني ويعاني بلدنا من هموم ومشكلات أخرجت بعضنا عن أطوارهم الطبيعية المألوفة تاريخيا , وأعي تماما مدى حاجتنا الملحة للإصلاح الشامل سياسيا وإقتصاديا وإجتماعيا , وهنا أدعو صادقا بعون الله , سائر الأردنيين وبلا إستثناء , لقراءة ظل السطور وما بين السطور في مقالي هذا ! .
أيها الأحبة الحراكيون والمحتجون والعاتبون والغاضبون من أجل الوطن , نحن اليوم تحديدا , في وقت تطل فيه عيون الذئاب من كل حدب وصوب , وهي عيون تخطط لإعادة رسم الخرائط وتجزئة المجزأ , وإعادة إنتاج الدول بما يخدم أهدافها التي تتنافى وبالكلية مع أهدافنا , وتعاند تماما تشبثنا بوطننا المملكة الأردنية الهاشمية !! .
أيها الإخوة والأخوات , من لا يرى بالبصيرة لا يرى بالبصر ! , فهناك من يعمل حثيثا على وضع شعبنا الوفي في مواجهة نظامه السياسي! , وهناك من يحرض بغير تقوى أو مخافة من الله مستغلا ظروفنا, ضد رأس النظام ممثلا بشخص جلالة الملك عبدالله الثاني, والأسرة الهاشمية الكريمة , في مسعى بائس يائس لفك الإرتباط الوجداني التاريخي بين الشعب الأردني الواحد وقيادته الهاشمية ! .
هم يدركون أن سر صمود الأردن وبقاءه برغم ما واجه من مؤامرات ومصاعب وتحديات جسام عبر تاريخه , هو تلك العلاقة الوجدانية الراسخة بين الشعب ونظامه السياسي الملكي الهاشمي , ومن هنا فالعمل جار وعلى قدم وساق منذ اللحظة الأولى للتفكير بصفقة القرن , لخلخلة هذه العلاقة إن إستطاعوا , فهي في تفكيرهم السبيل لإعادة تشكيل الدولة الأردنية كما يريدون , خدمة للمشروع الصهيوني معروف الغايات والأهداف .
أيها الإخوة والأخوات الساعون والمطالبون بالإصلاح وهو مطلب وحق مشروع , أدعوكم متجردا من كل هوى خاص في ظلال هذا الشهر الفضيل , إلى التشبث بالعرش الهاشمي ورأس سنامه " الملك " , وفوتوا الفرصة الخسيسة الظالمة على أعداء الوطن الذين يخططون لإجتثاثه , بذريعة إحتجاجات الأردنيين ! .
أيها الأردنيون من كل طيف ومشرب , إعتصموا وإحتجوا سلميا وطالبوا بالإصلاح وفقا للدستور والقانون , ولكن , إبدأوا كل إحتجاج في تجمعاتكم وكتاباتكم وسوى ذلك من وسائل تعبير , بالتأكيد على موقفكم التاريخي الثابت منذ عهود الآباء والأجداد , وهو التشبث بالعرش الهاشمي وبالملك , ورفضكم القاطع لأي محاولة للمساس بالعرش من قريب أو بعيد , وعبروا عن آرائكم ومطالبكم المشروعة بأسلوب حضاري راق لا يترك نافذة للمساس بالعرش الهاشمي , وهو بعد توفيق الله ورعايته , الضامن الأساس لصمود الأردن وهويته الوطنية الأردنية وطنا عربيا أردنيا هاشميا عصيا على كل المؤامرات والمخططات أيا كان مصدرها وغايتها ومراميها .
أيها الأردنيون الأحرار كافة ومن كل أصل وفصل , نحن اليوم على مفترق طرق , فإما حماية الأردن والدفاع عنه وفق لاءات " الملك " الثلاث , أو نحن " لا قدر الله " في طريقنا إلى مجهول معلوم غايته تصفية قضية فلسطين على حساب الأردن والحقوق التاريخية المشروعة للشعب الفلسطيني الشقيق على ترابه الوطني الفلسطيني ! .
أيها الأردنيون كبارا وصغارا رجالا ونساء , لا تكونوا " لا سمح الله " معاول لهدم الوطن وفق رؤى الأعداء الذين لا هم لهم سوى تكبير حجم إسرائيل وضمان أمنها وحدها وهيمنتها على الشرق العربي كله ! .
مطالبون نحن جميعا والهاشميون جميعا معنا في هذا الظرف الدقيق والخطير والحساس , بأن نوحد صفنا مع " الملك " وحول العرش الهاشمي والوطن الأردني , وأن نعظم ثوابت وحدتنا الوطنية وننبذ من بين صفوفنا كل عابث بهذه الثوابت التي فيها نجاتنا بعون الله من كل مخطط ظالم شرير .
قبل أن أغادر , أقدر عاليا حجم معناة شعبنا الكريم بكل قبائله الوفية وعشائره الوفية وعائلاته الوفية من كل مشرب , وأجزم أن الجميع يخرج بعضهم عن طورهم أمام ما يعانون وما يسمعون وما يتخوفون على الوطن وليس بينهم صاحب هوى خاص , لكنني أرى أن الظرف خطير يستوجب الإنتباه والحذر والحيطة كي لا ينتهز أعداؤنا ظروفنا لجرنا رغما عن إرادتنا صوب الفوضى الهدامة " لا سمح الله " , فيقطفون ثمرا مرا عليهم بعون الله , ونغدوا نحن وبلدنا لا قدر الله , ضحايا على مذابح قربانهم .
حفظ الله الأردن ومليكه وشعبه الوفي وشبابه الأحرار الأوفياء الساعين بأمانة للإصلاح وقلوبهم ولا شك على الوطن . وأناشدكم الله لا تخذلوا " الملك " كي لا تخذلوا الوطن بغير قصد في هذا الوقت الحساس بالذات , وعندما تمر العاصفة وينقشع غمامها , فلكل حادث حديث . الله جل جلاله من وراء القصد .