القدس لنا ولن نفرّط بذرة من ترابها الطهور
ابتسام عطيات
29-09-2009 03:02 AM
قطعان المستوطنين تستبيح الأقصى...والعرب يتفرجون...الجامعة العربية تعلن غضبها!!!( أرعبت اليهود) وتطالب مجلس الأمن الدولي بالتدخل الفوري لوقف الانتهاكات الإسرائيلية الخطيرة التي تشكل ضربة لجهود السلام!!!! وسلطة عباس تطالب باجتماع عربي إسلامي عاجل !!!!( وهل فعلت الاجتماعات السابقة شيئا ).
إنه لأمر يَندى له الجبين أن لا يصدر عن الجامعة سوى هذه المطالبة... وهذا ليس بغريب على جامعتنا العتيدة ( التي لم تجمعنا يوما) اذ انه طوال تاريخها !!! لم يسجل لها مبادرات ناجحة على ارض الواقع وهي تعتبر ما يجري ضربا لجهود السلام ( كارثة أنها ما زالت تؤمن بذلك ) وأي سلام والمستوطنات تُبنى ليل نهار... أيضا فما فعلته سلطة عباس لا يقل خزيا عن موقف الجامعة فهي تخشى على سير المفاوضات العقيمة أصلا مع الكيان الصهيوني التي ما زالت تُراوح مكانها رغم مضي 16 عاما على اتفاق اوسلو الذي وُلِدَ ميتا.. ولا تفعل شيئا سوى استمرار التناقض مع نفسها بمواصلة مؤامرة المفاوضات على حساب القضية الفلسطينية.
إن ما جرى ويجري في القدس بشكل عام والأقصى بشكل خاص هو جزء من منهج يهودي صهيوني خبيث مكشوف يسعى لتقسيم الأقصى كما جرى في الحرم الإبراهيمي لوضع قَدَم لهم في قبلتنا الأولى وحرمنا الثالث تمهيدا لبناء هيكلهم المزعوم الذي يصلون الليل بالنهار لأجله من خلال الأنفاق التي يتم حفرها تحت أساسات المسجد الأقصى لهدمه.
وهنا لا بد من الإشارة والتأكيد على الموقف الأردني الواضح تجاه ما يجري في القدس قبل احتلال القدس وحتى الآن فالأردن هو صاحب الولاية على المقدسات وهو البلد العربي الوحيد الذي بقي على اتصال مع القدس لم ينقطع يوما عنها منذ الملك المؤسس عبد الله الأول الذي استشهد على عتبات الأقصى حتى عبد الله الثاني الذي يصل الليل بالنهار للحفاظ على القدس والمقدسات فالقدس هي قرة عين الهاشميين وما قدمه جلالة المغفور له الحسين بن طلال ما زال ماثلا للعيان وما قدمه ويقدمه جلالة الملك عبد الله الثاني أيضا يُكتب بمداد من ذهب يبقى محفوظا على مر التاريخ ومنبر صلاح الدين الذي كان لي الشرف في أن اصعد درجاته الأولى قبل أن يُنقَل إلى الأقصى دليل على مدى العلاقة الروحية وعمقها التي تربط الأردن وقيادته بالقدس.
إن المطلوب من القيادات العربية بدون استثناء ليس الشجب والاستنكار بل الوقوف الجاد لمواجهة المخططات الاستيطانية التهويدية في القدس ووضع خطة لمواجهة هذه المخططات وان يتحمل فيها العرب والمسلمين مسؤوليتهم تجاه الأقصى.
والمطلوب كذلك من هذه القيادات اتخاذ إجراءات فعلية على ارض الواقع بإغلاق سفارات الكيان الصهيوني وطرد سفراءهم الذين هم جواسيس لكيانهم ليس إلا.
أما المطلوب من القيادات الفلسطينية بشقيها السلطة وحماس عباس ومشعل أن يلتفت كل منهم إلى مصلحة الشعب الفلسطيني وان ينبذوا الفرقة والتشرذم والانقسام رحمة بالقدس ومقدساتها.
وبعد فإنني أقولها وبالفم الملآن كما تعلمناها في أبجديات حبنا الهاشمي للقدس... وكما قال الحسين " القدس لنا ولن نفرّط بذرة من ترابها الطهور".
ialatiat@yahoo.com