ائتلاف طبي أردني لحماية الطبيب
السفير الدكتور موفق العجلوني
18-05-2019 04:34 PM
تشرفت يوم السبت الموافق ١٠/١٢/٢٠١٦ اي قبل سنتين ونصف بالمشاركة في حفل الائتلاف الصحي الاردني لحماية المريض تحت رعاية دولة رئيس مجلس الاعيان السيد فيصل الفايز وبحضور السيدة هيفاء البشير رئيسة الائتلاف الصحي الاردني لحماية المريض، ومعالي وزير الصحة الدكتور محمود الشياب وعدد من الوزراء والاطباء المميزين والذين تركوا بصمات واضحة في السمعة الطبية الاردنية على الصعيد الداخلي والخارجي. اضافة الى مشاركة عدد كبير من الممرضين والمهتمين والاجهزة الطبية المختلفة، علاوة على مزودي الخدمات الطبية للمريض، ومشاركة وسائل الصحافة والاعلام.
جاء في الكلمة التي القاها دولة السيد فيصل الفايز ان الاردن أصبح محج للأشقاء والاصدقاء لتلقي العلاج والخدمة الطبية والسياحة العلاجية لما يتمتع به الاردن من سمعة طيبة وكفاءة عالية، وبالتالي يتحتم على القطاعين العام والخاص والجهات ذات العلاقة وضع ضوابط قانونية واخلاقية تحول دون الاساءة للمرضى والقطاع الصحي والعاملين فيه، وذلك من اجل المحافظة على سمعة الاردن الطبية التي نفاخر بها في ضوء المنافسة الطبية التي بدأت تبرز بالمنطقة.
وفي نهاية الحفل قام الحضور يتقدمهم دولة السيد فيصل الفايز بتوقيع على جدارية الائتلاف بهدف دعم هذا الائتلاف والذي يهدف بالدرجة الاولى لحماية وخدمة المريض على أكمل وجه وتوفير كافة سبل الطبابة العلاجية والراحة النفسية للمريض.
جهود مباركة ترفع لها القبعات وتمتد يد الخير والمرة والشهامة والكرم لدعم هذا الائتلاف والذي يصب اولاً واخيرا في خدمة المجتمع الاردني وينعكس على السمعة الطيبة للمملكة ولا يقتصر على ان تصبح المملكة محجا للعلاج الطبي والسياحة العلاجية ولكن ستكون مقرا للاستعانة بالخبرات الطبية الاردنية المتميزة على الصعيد المحلي والاقليمي والدولي.
بتاريخ ١٥/١٢/٢٠١٦ بعد اسبوع من عقد هذا الحفل كتبت مقال منشور على صفحات عمون الغراء طالبت فيه تأسيس تحالف من اجل حماية الطبيب الى جانب التحالف من اجل حماية المريض وبينت الاسباب الموجبة لذلك. ولكن يبدوا اننا نعقد المؤتمرات من اجل الاحتفالات، والتوصيات تبقى حبر على ورق ، وكلام الليل يمحوه النهار، وتستمر الاعتداءات على الاطباء ...!!!
يبقى السؤال الاهم و في ضوء الاعتداء غير المقبول الذي تعرضت له احد الطبيبات في احد المستشفيات الاردنية يوم امس و ما سبقها من اعتداءات على اطباء اردنيين اثناء ممارسة واجباتهم الطبية و الانسانية ، ان صياغة تحالف اردني صحي لحماية المريض لا بد ان يقابله تحالف اردني صحي لحماية الطبيب ، و لا بد من تشكيل تحالف بأسرع وقت ممكن لحماية الطبيب بهدف تأمين الراحة الامنية والنفسية للطبيب لكي يتمكن من القيام بواجبه تجاه المريض ، و ان يكون هنالك تشريعات وقوانين و انظمة تحمي هذا الطبيب من اي اعتداء ، علاوة على توفير البيئات الصحية المناسبة و الامكانيات الطبية اللازمة لكي يقوم الطبيب بواجبه على اكمل وجه وخاصة من حيث الخدمات الفندقية والاجهزة الطبية الحديثة و المختبرات الطبية و البحوث الطبية التي تساعد الطبيب على القيام بواجبه و تشخيص الحالات المرضية بدقة و توفير العلاجات اللازمة.
نعم حان الوقت لتشكيل الائتلاف الصحي لحماية الطبيب والذي أصبح ضرورة ملحة وعاجلة في ضوء تكرار الاعتداءات المتكررة على الاطباء ومساعديهم من الممرضين والممرضات “ملائكة الرحمة “.
في ضوء ذلك نكون قد خلقنا بيئة صحية مثالية لكل من المريض والطبيب والقطاع الطبي والصحي ولكل من متلقي ومزودي الخدمة الطبية. وهذا ينعكس بالدرجة الشمولية على سمعة الاردن وعندها سيكون الاردن الواحة الغناء والمنتجع الصحي الذي يرتاده الاشقاء والاصدقاء. حمى الله اطبائنا من كل سوء وشافى مرضانا.
وفي الختام لا بد من توجيه الشكر لكافة المسؤولين والمواطنين الذين سارعوا للاطمئنان على الطبيبة التي تعرضت للاعتداء وادانة هذا العمل الفردي وعلى راسهم معالي وزير الداخلية ومعالي وزير الصحة ونقابة الاطباء، وان يبادروا فوراً في تشكيل هذا الائتلاف الطبي الاردني لحماية الطبيب.