صفحة من تاريخ الاردن " الحلقة الخامسة "
17-05-2007 03:00 AM
سكنت شرقي الأردن قبائل العمالقة ( الرفائيون) ، الذين حمل لنا التاريخ أخبار احد ملوكهم وهو عوج بن عنق ملك باشان ، كما سكن شرقي الأردن أقوام عرفوا بالأميين والعناقيين والزمزميين .وكان قد استمر سيل الهجرة دفاقا من اليمن والجزيرة العربية شمالا ، مما جعل كل من حكم بلاد الهلال الخصيب يعمل على مواجهة هذا السيل الجارف ، فقد عمل الرومان على درء هذا الخطر ، بتعبيد الطرق وبناء القلاع والحصون على مدى ستمائة سنة ، قبل أن يأتي سيل الإسلام الجارف ويعم العدل البلاد . وقد أسست القبائل السامية التي نزحت إلى الهلال الخصيب دولا لعبت دورا عظيما في التاريخ ، فقد توطنت القبائل الفينيقية في سواحل سوريا ، وأصبحوا امة بحرية ، شقت سفنها عباب البحار حتى الجزائر البريطانية . كما جاء إلى الشام وشرقي الأردن من الساميين العبرانيون والأنباط الذين أسسوا دولتهم في شرقي الأردن ، وبسطوا سلطانهم على البلاد المجاورة .
ويدل ذلك على غنى البلاد الأردنية ، وقد تغنى السائح بورخارد بثروة هذه البلاد الزراعية إذ يقول على لسان احد الأعراب :" انك لا تجد بلدا كالبلقاء بخرافها ومعزها "
وكانت جلعاد فوق ذلك شهيرة بالريحان والمر المكاوي ، وكانا قديما يحملان إلى مصر على قوافل الإسماعيليين حيث يستعملان عقاقير للتحنيط ، وقديما كانت شرقي الأردن طريقا للتجارة ، فقد كانت البضائع ترد إليها من جنوب البلاد العربية وشرقيها ، ثم تحمل على ابل سكان شرقي الأردن إلى مصر ومنها تشحن إلى روما .
كما شهدت شرقي الأردن حكم السلالات السبع المصرية الأولى ، التي ابتدأت بالفرعون مينا حوالى سنة 3400 ق م ، وانتهت بتسنم أول ملوك السلالة الثامنة عشرة عرش المملكة المصرية سنة 1580 ق م تقريبا .
وكان الفراعنة قد خرجوا من بلادهم إلى شرقي الأردن ، طلبا للتجارة والحصول على النحاس من مناجم الطفيلة ، فقد وجدت بعض آثارهم في شرقي الأردن في ؛ سحاب والكرك والعقبة والطفيلة والشوبك وبصيرة ووادي عربة ، فمنذ سنة 2000 ق م ، كانت هناك طريق منتظمة بين مصر وجنوب شرقي الأردن عن طريق السويس .
وقد ورد في السجلات الملكية التي كتبت في عهد اخناتون خلال الفترة من 1375- 1358 ق م ، والتي اكتشفت في تل العمارنة ، اسماء بعض مناطق الاردن ، منها ؛ منطقة يابش أي وادي اليابس وعجلون ومنطقة دامية ومنطقة الزرقاء ، وفي حوالي 1220 ق م ؛ كتب احد المصريين : أن جماعة من بدو الأدوميين مروا من وادي طميلات لرعي ماشيتهم بالقرب من برك بيثون في مصر، وقد اكتشفت في سنة 1930 أنقاض قرية قديمة شمالي البحر الميت في " تليلات الغسول " من بقايا من العصر النيوليثي . فقد كانت شرقي الأردن قد غزيت أثناء فتوحات الملك سرجون سنة 3000 ق م ، حيث وصل بجيوشه إلى شواطئ البحر المتوسط .
وكان ملك عيلام ومعه تحالف كبير ، قد حارب عدة ملوك في شرقي الأردن منهم : بارع ملك سدوم ، وبرشاع ملك عمورة ، وشنآب ملك أدوم ، وملك صبوئيم ، وملك بالع قرب زغر ، فتمكن من إخضاعهم جميعا مدة اثنتي عشرة سنة ، وفي السنة الثالثة عشرة انقضوا عليه فكر عليهم وغلبهم في جبلهم سعير ، فهرب من المعركة ملكا سدوم وعمورة ، وبينما كانا يجتازان وادي السديم أي غور الصافي غرقوا في طينه اللزج ، فخضعت البلاد لحكم البابليين .
وقد تألفت في شرقي الأردن بين عام 2000 ق م وخروج العبرانيين من مصر ، تألفت في شرقي الأردن عدة دول وممالك ، بعدما كانت منقسمة عشائريا ، ومن هذه الدول : جلعاد أو عجلون ، مع نصف البلقاء حتى الصلت ، والتي كانت جزءا من بلاد الآموريين ، الذين انتشروا قبل الخروج بقليل ، وكانت حدودهم من وادي يبوق أي الزرقاء إلى ارنون أي وادي الموجب ، وأسسوا دولة تحت حكم الملك سيحون ، والى جانبها كانت مملكة عمون وعاصمتها ربة عمون ، وفي هذه الفترة توسعت مملكة مؤاب فامتدت من وادي الموجب إلى وادي الحسا وعاصمتها الربة، ثم انتقلت العاصمة إلى الكرك في عهد الملك ميشع ، أما مملكة أدوم الآرامية ، فقد كانت ممتدة من جنوبي الحسا إلى وادي الموجب ، وكانت تضم منطقة جبال والطفيلة ووادي عربة والشوبك والبتراء ، وكانت عاصمة أدوم هي بصيرة .
- أما مملكة مديان ؛ فقد كانت في جنوبي بلاد حسمى في شرقي الأردن ، وكانت مؤلفة من قبائل بدوية .