مؤتمراتُ جامعاتِنا (بحوثٌ للتدويرِ وأخرى للسياحةِ)أ.د. خليل الرفوع
17-05-2019 11:53 PM
يلحظُ المتابعُ في السنوات الأخيرة تدافعَ جامعاتنا ومراكزنا البحثية لإقامة مؤتمراتٍ وطنية أو إقليمية أو دولية تتناول قضايا مهمةً وفي طليعتها دائما الإرهابُ ، وهي مضامين تستحقُ أن يكتب فيها ويُحاضرَ عنها ويُـتـناقش حولها ؛ لأنها تتشابكُ مع الأمة كلها فكرا وسلوكا ، وما يصيب وطننا يصيب الأمة ، هي قضية خطيرة واقعًا ومستقبلا ، ومعالجتها لا تتوقفُ على عقد مؤتمر هنا أو هناك بل بممارسة فكرية سلوكية تبني مجتمعًا لا يتنازعُه الظلم والفساد والفقر والجهل ، ولو أراد أولئك الخارجون على القانون أن ينتصحوا لرُدِعوا من كتاب الله وما فيه من آياتٍ محكمات تنهى عن ترويع الناس وقتلهم ، ولا يسهدفُ هذا المقال تناولَ أسباب الإرهاب ومظاهره ونتائجه ، بل يهدف إلى استجلاء هذه المؤتمرات ونتائجها في جامعاتنا ومؤسساتنا البحثية ، فالدعوات تُرْسَلُ قبلاً إلى باحثينَ متخصصين قد قدموا الأوراقَ نفسها في مؤتمرات سابقة أي تدوير تلك الأوراق في عدة مؤتمرات فلا تُدَقَّقُ من منظمي المؤتمر ولا تُحكَّمُ ، لأن المهمَّ هو عندهم : الدعاية الإعلامية للجامعة أو للمركز البحثي بلا اهتمام بمضمون تلك الأوراق ، أقول : أوراق ( لأنها كُتِبَتْ على عَجَلٍ ) فليست بحوثًا علمية رصينةً ، والمهم هو مشاركة أسماء مشهورة لأن الهدفَ المُبَطَّنَ هو (كاريزما ) الاسم وليس الفكرة ؛ لهذا يجدُ المتابع أن جميع المشاركين يحملون الفكرةَ نفسَها، أي البحث في الظاهرة من حيث نتائجُها وليس أسبابها ، وجميع الناس يعرفون النتائج المدمرة ، والأمر الخطير هو أن المشاركين يتحاورون في قاعات مغلقةٍ مكيفة صيفًا أو مدفَّأة شتاءً، وكل مؤتمر يبدأ بكلمات إنشائية خطابية يعقبها استراحاتُ قهوة ثم ينفضُّ المدعونَ منتظرين وجَبَاتِ الغداء والجولات السياحية ، ويتحاور المشاركون في قاعات شبه خالية ، وفي أحيان يجلبُ الطلبةَ بعضُ الأكادميين المشاركين لحضور الجلسات لكنهم سرعان ما ينصرفون إذا ما غاب أساتذتهم طَرْفَةَ عينٍ ، والأصل أن المؤتمر يعقد من أجل أولئك الطلبة ، وأغلب مَنْ يشارك من خارج الأردن يأتون للترفيه والسياحة على حساب الجهات الداعية والداعمة ، وأما أكثرُ المشاركين من داخل الأردن فهم يبحثون عن مواقع سياسية أو أكاديمة أو إعلامية ، ولعل هذا ينسحب على أكثر المؤتمرات في جامعاتنا . وفي نهاية تلك المؤتمرات تحفظُ أوراقُها حينا من الزمن ثم تضيع في أدراج الجامعات أو تُـتْلف ليصار إلى دعوات جديدة . |
الاسم : * | |
البريد الالكتروني : | |
التعليق : * |
بقي لك 500 حرف
|
رمز التحقق : |
تحديث الرمز
أكتب الرمز :
|
برمجة واستضافة