الملك ونداء رجالات الحرية في باريس
د. عدنان سعد الزعبي
16-05-2019 06:14 PM
من باريس الى كرايست تشرش ونداء رجال الحرية والتشاركية العالمية واصحاب رؤى السلام والخير العالمية .
ومن العقبة الى واشنطن الى الحملة العالمية لمواجهة التطرف تلك الحملة التي انطلقت ضمن رؤية سلمية قادها الملك عندما وجه نداءه للعالم بمكافحة الارهاب وشروره قبل ان يستفحل ليكون صراعا للحضارات وتناطحا للاديان , مؤشرا على أن الارهاب ظاهرة لا دبن لها ولا مكان وان المجتمع الدولي باسره معني بأن يحاربه فكريا وأمنيا وعسكريا .
مشاركة الملك لنداء كرايست تشرش وبعاصة الحرية والحقوق باريس وفي فرانسا اول ثورة نحو الحرية والدستور وحقوق الانسان تصرخ الكلمات مدوية في فضاءات العالم أن يوقفوا تمدد الارهاب وان يحدوا من صناعة الكراهية , فالانسانية على بصيرة بما جرى ويجري في العالم من ظلم وبطش وقتل وانتهاك لحقوق البقاء والعيش والسلام والامان. وقد آن الاوان أن ننتزع فتيل الشر ونزرع بذور المحبة والسلام والتعاون بين الجميع وان نقتلع ادوات الكراهية , وان نقلم اظافر الارهاب , وأن تكون المحبة والتعاون هما الاساس بين الخليقة . وعلى صناع القرار في العالم والمختصين وخاصة في مجالات الاقتصاد الرقمي ان يبدعوا في الحد من استخدامات هذه الوسيلة الفعالة وتطهيرها من ممارسات ومحاولات كل من خرج عن مفاهيم ومعايير عقيدته الصائبة ومفاتيح السلام بين الناس .
نعم فقد رفع المنتدون في باريس هذا الشعار واطلقوه لكل فضاءات المعموره ،علهم يجدوا من يستبدل عبارات الكراهية بالمفاهيم التي تعود بالخير على البشرية .
لم يتوانا الملك من ان يطرح مفهوم فوبيا الاسلام والخوف من الاسلام وخاصة في دول الغرب, بعد النماذج البشعة التي صورها الخوارج عن الدين والمحورين لسماحته ووسطيته وإنسانيته ، فالفوبيا المتواجده في المجتمعات الغربية كانت بأمس الحاجة للتعامل معها بنشر الصورة الحقيقية عن الاسلام والخارجين عليه , وبيان ان الارهاب لا يعرف دين بعينه ولا مكان بعين ولا شخوص بعينهم مهما كانت عقيدتهم او فكرهم او جنسهم , فالارهاب هو الارهاب من ارهاب داعش الى ارهاب نيوزلندا او المدينة المنورة او مكة الى ارهاب مدريد او لندن ..الخ . والخوف الاكبر الذي لا بد للزعماء الاصلاحيين من فعله هو تحفيز العالم باسره وابناء الديانات الثلاث كافة لمحاربة فكر الكراهية ووؤده في خدره قبل ان يتعاضم ويصبح عالمنا مليء بالشر والكراهية والانغلاق لننطلق بكل جرأة لبناء فكر التسامح والتعاون وبناء البشرية .
الاقتصاد الرقمي الذي ابدع المتطرفون في استخدامه وبفكر يتماشى مع متطلبات هذه الاجيال لم يجد من الحكومات واجهزة الولاية الكبرى ما يحد من تأثيره أو يوقف زحفه المتسارع , بدل تركه يمارس غسل الادمغة وتوريط الشباب وتزيين الموت لهم وعلى اعتبار انه الجنة التي يوعدون .
حضور رواد ومبدعي الاقتصاد الرقمي وممارستهم مع اصحاب القرار السيساسي والمتضررين من اهداف الارهاب غربا وشرقا مسيحيين ومسلمين انما يرسخ مبدأ التشاركية التي يجب ان تقوم عليها مبادىء التعاون بين ابناء الديانات الثلاث والحد من الممكنات التي تتيح لاصحاب الفكر الظلامي من الولووج لمثل هذه التقنيان ..
نحن في الاردن اكثر الناس تفاعلا مع كل ما يحارب الارهاب أو مكافحته خاصة وأننا عانينا منه مرارا وتكرارا حتى في نيوزلندا كان الشهداء الاردنيين اكثر المتأثرين بهذه الماساة الارهابية الموجهة ضد المسلمين .خاصة وأن الملك من اكثر زعاء العالم حديثا عن خطر الارهاب ومآسية والواجب فعله للقضاء عليه , وهو اكثر المتحدثين عن واقع المآسي الدولية التي يمكن ان تعزز مفهوم الارهاب , عندما يشعر الانسان بالظلم والتجني، وإزدواجية المعايير والهيمنة والغطرسة والتمييز العنصري تجاهه, ولطالما ذكر الملك مرارا وتكرارا القضية الفلسطينية وخطر عدم حلها على السلم والسلام العالمي كالقضية الفلسطينة وشعور الفلسطينيين بالظلم والبعد عن تحقيق الحلم . فرؤية الملك العالميةتجاه الارهاب هو القضاء على كل احتمالات الارهاب ومبرراته فالعالم يحتاج الى مرحلة سلام بعد حركة الدمار الشامل , وألم الشعوب في العالم .