facebook
twitter
Youtube
Ammon on Apple Store
Ammon on Play Store
مواعيد الطيران
مواعيد الصلاة
rss
  • اخر التحديثات
  • الأكثر مشاهدة




اسرار استهداف المنطقة العربية (التاريخ يعيد نفسه)


د. خلف ياسين الزيود
16-05-2019 02:29 PM

تعتبر المنطقة العربية محورا اساسيا من محاور الصراع الاستعماري سياسيا واقتصاديا في الشرق الاوسط . وقد تنازعت القوى الاستعمارية الدولية الطامعة في السيطرة العالمية عليها منذ القدم وهي تمتاز في العصر الحالي بموقعها الاستراتيجي الهام وخطر توحدها, ومرافئها البحرية والجوية المؤدية الى ارجاء العالم وثروتها النفطية والغازية الهائلة ومخزونها الاحتياطي الكبير. وقد تعرضت هذه المنطقة الى غزوات وهجمات العديد من الدول الاستعمارية، كل هذه القوى العالمية ارادت السيطرة على هذه المنطقة الحيوية التي جلبت الثراء والاموال الطائلة للمستعمرين ، والخراب والفقر والمرض لشعبها، كما ولا ننسى الهجمات الفارسية الاستعمارية التي كانت تشتد تارة وتخبو تارة اخرى . وتبدو اليوم بشكل واضح المطامع الفارسية في الخليج العربي بألوان مختلفة ، اولها التمسك بتسمية الخليج الفارسي ، وهذه التسمية تكسب فارس حقوقا وترضي احلامها القديمة بأن يصبح الخليج بحيرة وسط امبراطورية فارسية. وظلت هذه المنطقة خارج نطاق السيطرة الاستعمارية حتى مطلع القرن السادس عشر الذي شهد اولى البوادر الاستعمارية على يد البرتغاليون الذين غزو المنطقة ثم بدأ الصراع بين القوى الاستعمارية الرئيسة للسيطرة عليها وظلت تشهد سيطرة هذه القوى تارة اخرى الى ان سيطر الاستعمار البريطاني سيطرة كاملة وطرد نفوذ القوى الاستعمارية الاخرى . ولقد قاوم العرب هذه الغزوات بكل عنف فقد تمكنوا من طرد البرتغاليين ومن ثم طرد الغزاة الفرس . واستطاعوا الحفاظ على استقلالهم الى ان تغلغل الاستعمار البريطاني عن طريق شركة الهند الشرقية وفرد سيطرته بالتواضع مع الحكام المحليين المرتشين. وهكذا استعمرت بريطانيا المنطقة تحت اسم ( الحماية ) وعقدت اتفاقيات ومعاهدات مانعة مع شيوخ وامراء المنطقة. وكان الاستعمار البريطاني قد مهد بالسيطرة على الخليج العربي بتأسيسه شركة الهند الشرقية وظل يخطط لأهدافه العدوانية وفق سياسته التقليدية " فرق تسد" فاستغل الخلافات التي ظهرت بين الامارات العربية فأمعن في زيادتها واعتماده عليها ، وكانت القوى التي تتنافس على السيطرة على الخليج حين ذاك هي بريطانيا ممثلة في شركة الهند الشرقية البريطانية وفرنسا ممثلة في شركة الهند الشرقية الفرنسية، وهولندا التي بسطت سيطرتها التجارية على بلاد الخليج .. فتحالفت هذه الدول الثلاث ضد القوى البحرية العربية المتنامية ، وبالغت في تشويه اعمالها التجارية والدفاعية وفي تصويرها لأعمال القرصنة ، وتقاسمت عمليات التصدي لها ومحاولات القضاء عليها في مطلع القرن الثامن عشر. واكتسب النفوذ البريطاني اقوى صوره له بعد المعاهدات التي أخذت شكلا قانونيا اواخر القرن التاسع عشر . لقد كشف شيخ المستعمرين اللورد كيرزون (وهو الحاكم البريطاني للهند عام 1899) في خطاب القاه في الشيوخ عن اهمية الخليج العربي في التجارة العالمية اذ قال :" وهناك اشخاص يسالون لماذا ينبغي على بريطانيا العظمى ان تستمر في ممارسة هذه السلطات ؟ ان تاريخ دولكم واسركم والحالة الراهنة للخليج هي الجواب, لقد كنا هنا قبل ان تظهر اي قوة اخرى بالعصر الحديث في هذه المياه لقد الغينا نزاعا وخلقنا نظاما ، لقد كانت تجارتنا وامتكم مهددتين وتحتاجان للحماية في كل ميناء على طول هذه السواحل ، ان امبراطورية الهند العظيمة التي يقضي واجبنا بالدفاع عنها تقع على ابوابكم تقريبا ، لقد حميناكم من الانقراض على يد جيرانكم . لقد فتحنا هذه البحار لسفن جميع الامم ومكنا أعلامنا من ان ترتفع بسلام .. الى ان الاستعمار البريطاني لم يترك المنطقة بل ثبت اقدامه عن طريق انشاء القواعد العسكرية لحماية مصالحه الاقتصادية ولقمع الثورات العربية. ويبرز اليوم الدور الامريكي مع وجود قواعد عسكرية له ايضا. وتشكل هذه القواعد خطرا كبيرا على حرية ومستقبل الشعب العربي في الخليج والامة العربية بأسرها . ان الخوف من فقدان الارباح الهائلة الناتجة عن نهب النفط العربي هو القوة المحركة للسياسة الاستعمارية الانكلوامريكية في هذه المنطقة. لقد وسعت الولايات المتحدة نشاطات شركاتها النفطية في هذه المنطقة خلال السنوات الماضية ورفعت شركة ارامكو استخراج النفط في المملكة العربية السعودية وفي نفس الوقت استخرجت الشركات الامريكية "كالتكس" و "استاندر اويل نيوجرسي" و " هولف اويل " وغيرها من الشركات العاملة في الكويت وابو ظبي وفي المنطقة المحايدة ملايين الاطنان من النفط وبلغت ارباحاً طائله. كيف نفسر هذه الاهمية المتزايدة لنفط الخليج العربي. يعود ذلك الى ان هذا النفط هو الوقود الرئيسي للحروب الاستعمارية التي خاضتها الولايات المتحدة في اكثر من مكان في العالم . ان زهاء نصف الكمية الاجمالية للنفط التي استخدمتها القوات الامريكية في حروبها يأتي بصورة رئيسية من نفط الخليج ومن اجل المحافظة على تدفق هذه الكمية الضخمة من الارباح وزياداتها على الولايات المتحدة يسعى الامريكان الى تعزيز وجودهم العسكري فيها ويتطور بشكل سريع ومستمر. فما ان تخلت انجلترا عن منطقة الخليج العربي في نهاية 1971م حتى اعلنت واشنطن انها مستعدة لإملاء هذا الفراغ والقيام بدلا من لندن بمهام رجال البوليس في شبه الجزيرة العربية, ويؤكد سلوكها الذي نراه اليوم ويبين هذه المهمة والنوايا . ونستطيع ان ندرك المغزى العميق وراء تشبث الغرب بهذه المنطقة من معطيات الجدول التالي : الاحتياطي العالمي المنطقه 62,21% مجموع الاقطار العربية 8,99% الولايات المتحدة وكندا 11,45% روسيا والكتلة الاشتراكية 2,8% فنزويلا 0,9% نيجيريا 1,73% اندونيسيا 10,5% ايران 1,4% بلاد اخرى 99,98% المجموع الكلي ونستخلص من ذلك ان نفط الاقطار العربية يمثل 62,21% من الاحتياطي العالمي بينما لا يمثل نفط الولايات المتحدة وكندا سوى 8,99% اذن فلا غرابة ان تسعى القوى العالمية بزعامة الولايات المتحدة الى بناء المزيد من القواعد العسكرية في هذه المنطقة.
ان اوروبا الغربية بحاجة الى النفط لتموين صناعاتها من جهة والحصول على الارباح الخيالية من جهة أخرى نلاحظ ان عجز اوروبا الغربية سيزداد تدريجياً وبشكل كبير وبمقارنة هذا العجز المريع مع الوافر الحاصل في انتاج الشرق الاوسط ندرك سبب اهتمام اوروبا الغربية واحتكاراتها بالمنطقة . ان اربعة اخماس النفط يزوده الخليج العربي الذي يؤلف في المدى البعيد المنطقة الانتاجية الاولى في العالم. وان الطلب على هذه المادة الاستراتيجية في تزايد مستمر. فالولايات المتحدة واوروبا واليابان وكندا واستراليا ونيوزلندا تستهلك 85% من الاستهلاك الداخلي للعالم الرأسمالي، اما بالنسبة لأوروبا الغربية وحدها فقد ازداد استهلاكها للنفط بحوالي 5% سنوياً. ومن هنا نرى هنالك صيغة جديدة متجددة لاستراتيجية امريكية في منطقة الخليج العربي تستهدف ابقاء هذه المنطقة الحيوية بما فيها ايران تحت سيطرتها. مما سبق يظهر جليا المخطط الهادف الى زج الشعوب وقودا في حرائق اطماعه والى ابقاء المنطقة اشبه بقنبلة موقوتة من خلال خلق المصالح المتناقضة بين الشعوب ومحاولاتهم صرف انظار هذا الشعب عن عدوه الوحيد والمتمثل بالإمبريالية العالمية والصهيونية وهذا ما نشهد تحركه في هذه الأيام فلا شك ان التاريخ يعيد نفسه . ومن هنا فان سلاما حقيقيا لا يمكن ان يستتب في هذه المنطقة التي حولها المستعمرون الى نقطة ارتكاز لحماية احتكاراتهم من جهة وتيسير عدوانهم على الشعوب من جهة اخرى, الا اذا اجتمع العالم على تعرية جميع هذه المخططات حفاظا وخدمة اكيدة وفعالة للسلم والتعايش العالمي لكل شعوب المنطقة وخدمة اكيدة وفعالة للسلام العالمي , وبدأنا فعليا بالاعتراف لأنفسنا جهرا وليس سرا بهذه الحقائق .





  • 1 معن الزيود 17-05-2019 | 11:51 AM

    ماشاء الله عليك الله يحفظك ياعمي


تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة عمون الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة عمون الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم : *
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق : *
بقي لك 500 حرف
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :