facebook
twitter
Youtube
Ammon on Apple Store
Ammon on Play Store
مواعيد الطيران
مواعيد الصلاة
rss




الملك يحاور أوروبيا ويناور بذكاء في ساحة أخرى


شحاده أبو بقر
16-05-2019 11:18 AM

واضح لكل مراقب أن " الملك " مرتاح ومطمئن أوروبيا إزاء موقف المملكة مما يسمى بصفقة القرن , ولهذا فهو يعول كثيرا على جبهة أوروبية داعمة لهذا الموقف, وعن قناعة بأن ما يطرحه جلالته من مشروع للسلام , هو الحل الأمثل المنسجم مع قرارات الشرعية الدولية من جهة , ومع مبادرة السلام العربية الشهيرة من جهة ثانية .

ولهذا ووفقا لمقتضيات سياسة الواقع الذكية , فالملك يحاور أوروبيا بزخم كبير لإستنهاض موقف أوروبي داعم لمشروعه من ناحية , ومؤثر في السياسة الخارجية الأميركية حيال الشرق الأوسط والصفقة إياها من ناحية .
وفي سياق المحاورة والمناورة التي تتطلبها المرحلة الوشيكة الخطيرة , إستبق جلالته موعد إعلان الصفقة بإعلان لاءاته الثلاث الشهيرة , في مشهد فاجأ الإدارة الأميركية في جانب , وحشد رأيا عاما أردنيا موحدا حولها في جانب ثان , ورأيا عاما فلسطينيا وعربيا في جانب ثالث , وإستحسانا أوروبيا في جانب رابع .

الصفقة التي لم تعلن رسميا بعد , بدأ الطرف الأميركي يتحدث عنها بإعتبارها سيناريو سلام قابل للتفاوض بين الفلسطينيين والإسرائيليين !, وهو حديث مستجد سبقه حديث مختلف ينطوي على إصرار أميركي على تطبيق الصفقة , وعلى نحو كان يشي لكل مراقب ومتابع بأن التطبيق أمر حتمي, مهما كان الموقف الفلسطيني والأردني والعربي , أي حتى لو كان الموقف بالرفض ! .

حوار" الملك " أوروبيا ومناورته السياسية حيال الطرف الآخر , ستكون لهما حتما نتائج إيجابية لجعل الصفقة مقترحا قابلا للنقاش بعد طرحها رسميا , ليس على الصعيد الفلسطيني والأردني والعربي فحسب , بل وعلى صعيد دولي وبالذات في العواصم الأوروبية ومعظمها ليست على قناعة بجدوى الصفقة كحل تاريخي للصراع في الشرق الأوسط .

دبلوماسية " الملك " الهادئة والمؤثرة لدى عواصم النفوذ الغربي بما فيها واشنطن , تؤكد أن الصفقة وحسب ما تسرب منها , من شأنها تأجيج العنف والصدام والكراهية, وبالتالي إذكاء روح المقاومة على نحو مستجد غير مسبوق , في حين أن مشروع جلالته المستند لمبادرة السلام العربية وقرارات الشرعية الدولية , يؤسس لسلام تاريخي حقيقي ينهي وإلى الأبد, مبررات الصراع , ويمنح الأجيال أسبابا منطقية للقبول به , كحل يراعي مصالح جميع شعوب المنطقة بلا إستثناء .

الحوار المباشر والمناورة السياسية المطلوبة دائما وبالذات عندما تتقاطع المصالح وتشتد المخاطر وتتكاثر التحديات , هما مرتكزان رئيسان ذكيان في النهج السياسي للدول منذ فجر التاريخ . ومن هنا فجلالة الملك وبما يتوفر عليه من إدراك تام لنمط تفكير العالم الآخر وتشبثه بمصالحه الحيوية , يؤدي " ووحيدا " دورا سياسيا رائعا وحكيما وذكيا , فالصفقة لن تكون بعد اليوم " قدرا " محتوما , بل مشروعا قابلا للتفاوض والنقاش , وعندها فلكل حادث حديث . والله من وراء القصد .





  • لا يوجد تعليقات

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة عمون الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة عمون الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم : *
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق : *
بقي لك 500 حرف
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :