كلما زادت «تعقيدات» الحياة،»حنّ» الإنسان للماضي،ففيه يجد « السلوى» ـ مين سلوى ـ؟
زمان، قبل اختراع» الدّشّ» و»الفضائيات»،كان الناس يُفطرون على صحن طبيخ واحد. ويشاهدون مسلسلا تلفزيونيا واحدا. في الغالب كان « صحّ النوم» للفنان دريد لحام ونهاد قلعي . وكان بعضنا معجبا بـ»شهامة» « ابو عنتر»/ الفنان ناجي جبر، الرجل ذو العضلات والذي كان يكتب على ذراعه كلمة « باطل».
وكان يضحكنا «ياسين»/ الفنان ياسين بقّوش» وكنا نتعطف معه وهو يخوض «حربا» لكسب ودّ « فطّوم» صاحبة اوتيل صح النوم/ الفنانة نجاح حفيظ التي كانت تعشق «حسني البورظان»/ الفنان نهاد قلعي.
كنا نتابع «دهاء» «رئيس المخفر» بدري أبو كَلَبْشة / الفنان عبد اللطيف فتحي. وكان البطل الرئيسي طبعا «غوّار الطّوشة»/ دريد لحام.
كنا ننتظر «مدفع/ رمضان» وكنا وقتها في « الرصيفة»،وكان المدفع في معسكرات «الزرقاء». ونشرب «السوس والخرّوب» صناعة « بيتيّة».
واذكر صديقا وجارا من « عائلة سلطية كريمة»،كان يزوّدني ب» العرق سوس» الذي كانت تعدّه والدته،وكان يقول» كثّر منه عشان ما تعطش بالنهار». ولم يكن يعجبني كثيرا بسبب «مرارته»،وكنتُ أُفضّل عليه « شراب الخرّوب».
كان صحن» العدس/ المجروش» اهم طبق على مائدة «رمضان». وكانت المرحومة والدتي تعتمد على البقوليات في إطعامنا،كل يوم «نوعا واحدا».
كان الناس يأكلون من صحن طبيخ واحد. وكنا نقفز الى « المقهى» بمجرد سماعنا « موسيقى وشارة مسلسل «صحّ النوم».
أظن كنا ندفع» قرشا واحدا».مقابل مشاهدة المسلسل ،طبعا بدون «مشاريب» لا شاي ولا قهوة وكان صاحب المقهى» يطردنا» بمجرد انتهاء «الحلقة».
ووقت « السحور» كنا نذهب الى مطعم « ابو عمّار»،الذي كان صاحبه معجبا بالرئيس ياسر عرفات ،فمجرد ان رزقه الله بولد اطلق عليه « عمّار» وهكذا صار الناس ينادونه « ابو عمّار».
كان الرجل» كريما،ومحبّا وودودا. وكنا نحب «فوله ومدمّسه وحمّصه وفلافله».
كُنا «نتسحّر» « فول مدمّس»، الذي كان يمنحنا «طاقة» على تحمّل» الجوع» طول النهار.
كُنا ننام بهدوء
كُنّا نردد دعاية التلفزيون»اسرة سعيدة/ عيلة نيفيا».
كُنّا.....!!
الدستور