رغم ان الشيخوخة علامة فارقة في تاريخ الانسان البيولوجي تضعه على المحك بين عشية وضحاها ، وكما يقال بالعامية على حافة القبر، الا ان ذلك خطأ كبير يرتكبه الجهلاء عندما يربطون بين العمر والموت ،فليس في الامر رابط الا ما تيسر من حكمة العقلاء العارفين ان للعمر الارضي انقضاء بعد انتهاء المشروع الالهي لكل واحد فينا
اكتب اليوم بعد رحيل قامة كنسية عربية استطاعت ان ترسي اسس الهوية الوطنية على ارض لبنان الشقيق عبر سعيه الحثيث لاذعان السياسة للمباديء الاخلاقية في فترة كان الساسة قد استشاطوا سعيرا في بوتقة الحرب.
رغم انه اراد العزلة في اخر الامر لتفرغ للعبادة الحقة
الموت لن يغيب اليوم غبطة ابينا البطريرك مار نصرالله بطرس صفير مثلث الرحمات ،وان غاب اليوم جسده الطاهر تحت الثرى
الا انه اعاده الى واجهة العامة مجددا من خلال فكره الذي سيبقى ايقونة كنسية راسخة في وجدان من عرفوه
نحن اتباع السيد المسيح لان نرى في الموت فقط راحة من اوجاعنا ومتاعبنا الارضية ، لا بل فرصة جديدة للقاء السيد
ولا نرى فيه انقطاع عن الحياة بل حياة انقطعت عن الارض
فالحياة في المفهوم المسيحي عطية من الله
اسمى من حراكها الحسي البيولوجي
نحن نصالح الموت بقيامة الرب .وغير ذلك يبقى الموت وحش مبهم اسود مريب خطاف الاحبة والصديقين
إيماننا بالحياة الثانية وحده يستطيع ان يجتاز بنا بحر الموت المائج، لذلك أتت صلوات الدفن في التراث الكنسي غنية برموز القيامة والرجاء.
نصلي معا في المسكونة كلها لاجل راحة نفس البطريرك الرجل الشجاع مارنصرالله بطرس صفير
في ملكوتك يارب اذكره
امين.