مع الإحترام الكامل لحق التعبير عن الرأي والموقف، وفق الأطر التي توافقت عليها المجتمعات المتحضرة، ونظمتها القوانين في هذه المجتمعات، ومنها حق التظاهر،فإن ذلك لا يمنع من وقوع أخطأ عند ممارسة هذا الحق, لابد من الإشارة إليها ،حتى لايستثمرها المتربصون بهذه المجتمعات الذين يتحركون بالخفاء لاستغلال التعبيرات السلمية عن الرأي وحرفها عن مسارها واهدافها الحقيقة، ومن الأخطاء التي لابد من الإشارة إليها استخدام الأطفال وتوظيفهم في المظاهرات والوقفات الاحتجاجية ،ما صار لاتخطئه عين المراقب لما يجري في بلدنا من تزايد أعداد الأطفال المتواجدين في ساحات الحراك بصورة ملفتة، وهو تزايد يثير عدداً من الأسئلة المقلقة، منها على سبيل المثال لا الحصر:
هل يعتقد الذين يحضرون أطفالهم ، أو أطفال أقاربهم إلى أماكن تجمعات الحركات أنهم يذهبون إلى أماكن فرجة وساحات تسلية، ومن ثم لابأس من إشراك الأطفال بمتعة التسلية والفرجة ،استحضارا لما كان يفعله الآباء ،عندما كانوا يصطحبون أطفالهم للتمتع بصندوق العجب, أوللاستماع إلى الحكواتي في الساحات والمقاهي, مع فارق أن التسلية هنا تتم على حساب سمعة وطن وأمنه واستقراره؟
السؤال الثاني الذي يطرحه تزايد أعداد الأطفال في الحراك هو :هل يشعر بعض الحراكيين بقلة المشاركين معهم, فلجؤوا إلى الأطفال وحماستهم, للمشاركة في كل ما يجعلهم يشعرون بأنهم أصبحوا رجالا، حتى لو كان ذلك سلوكا منحرفا كتدخين الأطفال والمراهقين الباحثين عن الاحساس برجولتهم؟
السؤال الثالث الذي يطرحه تزايد الأطفال في الحراك هو :هل هناك جهة خبيثة تريد الإساءة للأردن وتلطيخ سمعته ,إذا تعرض أحد هؤلاء الأطفال لسؤ لاسمح الله ,في حال وقوع تدافع في ساحات وميادين الحراك لأي سبب من الأسباب ،ما يعني صب الزيت على نار الفتنة التي تحاول أيدي خفية تحريكها في بلدنا؟
السؤال الرابع الذي يطرحه تزايد أعداد الأطفال في الحراك هو: هل يدرك هؤلاء الأطفال هويتهم السياسية أو المطلبية ولونها، حتى يشاركوا في الحراك على أساس هذا الإدراك، أم أنه لا داعي للهوية واللون ،بعد أن اختلطت الأمور ببعضها اختلاط الحابل بالنابل؟
ظل أن ندعو : حمى الله وطننا من كل سوء.
Bilal.tall@yahoo.com
(الرأي)