الانتظار الصعب
وليم سلايطة/ديترويت/امريكا
15-05-2019 09:47 AM
ما يزال سفيان حامل الجنسية الاميركيةو احد ابناء الجالية الاميركية الأردنية في مشيغين ألذي تزوج قبل سنتين وانهى جميع وثائق و متطلبات الإقامة القانونية لزوجته السورية سهام ما يزال ينتظر بصبر وقهر وألم حصولها على تأشيرة الدخول إلى الولايات المتحدة.
ياسمين هي الأخرى اميركية من اصل فلسطيني ولدت في اميركا وتزوجت قبل سنتين من نبيل المولود في السعودية لأبوين سوريين . نبيل يحمل الجنسية السورية لكنه لم ير سورية قط . مضت سنتان على تقديم معاملة نبيل للهجرة إلى اميركا و رزق مؤخرا بمولود لم يره وما يزال ينتظر لقاء زوجته وابنه الأول .
عبد الخالق خمس وثلاثون سنة اميركي من اصل يمني يحمل الجنسية الاميركية منذ عشرين عاما أنهى معاملة الهجرة لوالديه منذ سنتين ونصف ولم يحظرا بعد إلى الولايات المتحدة
. قانونيا مثل هذه المعاملات المقدمة من قبل الزوج حامل الجنسية الاميركية لزوجته أو لاأحد والديه لا تتعدى الفترة الزمنية لإتمامها والحصول على تأشيرة الهجرة اكثر من سنة واحده .
سفيان وياسمين وعبد الخالق ثلاثة نماذج لآلاف الاميركين الذين يعانون بمرارة واسى من تداعيات الحظر الذي فرضته الإدارة الاميركية عام ٢٠١٧ على رعايا ست دول عربية وإسلامية هي سوريا ،ا يران ، اليمن، ليبيا الصومال والسودان اضافة إلى كوريا الشمالية وممثلي الحكومة في فنزويلا.
وبالرغم من الاحتجاجات الشعبية داخل الولايات المتحدة وخارجها التي تبعت إصدار هذا الحظر الا ان المحكمة الاميركية العليا صادقت على قرار ترامب وأيدته بالإجماع .
جميع معاملات الهجرة للمذكورين أعلاه وغيرهم تتطلب وثيقة اعفاء "ويفير "تطلب من اصحاب المعاملات اثناء المقابلة في سفارات اميركا في الدول الست المحظور علي رعاياها السفر أو الهجرة لاميركا. غير ان سلطات الهجرة في السفارة تؤكد ان هذا"الويفر" أي الإعفاء هو من مسؤوليات القنصلية وليس صاحب المعاملة والجزء الغامض في "الويفير "ان لا احد يعلم
الفترة الزمنية المطلوبة لإنجازه .
خلال العامين الماضيين ومنذ سريان الحظر منع نحو ٣٨ الف شخص من رعايا الدول المشمولة بالحظر من الحصول على تأشيرات للزيارة أو الهجرة للولايات المتحدة ، غير ان مصادر موثوقة في وزارة الخارجية الاميركية أكدت ان السلطات منحت ٤٢٦٧ تأشيرة هجرة خلال العام الماضي ألفين وثمانية عشر مقارنة ب ٢٥٣٨٣٨ قبل الحظر ، في حين لم يوضح المتحدث نفسه إجراءات الموافقة على "الويفر" أي الإعفاء .
حين اتخذ الرئيس دونالد ترامب قرار الحظر ضد الدول الست ذات الأغلبية المسلمة اكد حينها ان قراره لا يستهدف المسلمين ومنعهم من زيارة اميركا أو الهجرة إليها ، بل كان هدف الإدارة الاميركية والرئيس ترامب واضحاً وهو حماية الولايات المتحدة ومنع الإرهابيين من التسلل ودخول الولايات المتحدة لكن السؤال الكبير الذي لم يجد ولغاية الان اجابات منطقية هو لماذا استثنى ترامب السعودية ومصر من قائمة الدول المشمولة بالحظر مع ان جميع الإرهابين الذين نفذوا هجمات أيلول ٢٠٠١ هم سعوديون ومصريون.ومنذ تلك الهجمات قبل نحو ثمانية عشر عاما وحتى اللحظة لم يرتكب أي فرد او جماعات من رعايا الدول الست المستهدفة بقرار ترامب عملا ارهابيا واحداً داخل الولايات الاميركية ، وفي حين لم يورد الرئيس ترامب في قراره سببا واحداً موجبا او منطقيا لقرار الحظر يؤكد مقربون من الرئيس ترامب قناعته من ان أي زائر او مهاجر للولايات المتحدة الاميركية من اي من الدول الست هو مشروع ارهابي .
كيف يمكن ان تستمر الولايات المتحدة بترديد شعارات الإيمان المطلق بالتعددية والتنوع وان مجتمعها الاميركي يضم شعوبا وقوميات واديان وعقائد من جميع المجتمعات البشرية وفي الوقت نفسه تستثنى شريحة هامة وأساسية من مكونات المجتمع الاميركي شريحة "الاميركيون المسلمون " الذين تتجاوز أعدادهم المليونين وثمانمئة الف نسمة يشكلون نحو واحداً في المئة من عدد السكان وأغلبيتهم مولودون خارج اميركا مندمجين بنجاح وتفوق ويساهمون اكثر من غيرهم في تنمية وتقوية المجتمع الاميركي في جميع مناحي الحياة .
لا احد يعرف متى وكيف ستنفرج أزمة المنتظرين للحصول على تأشيرات هجرة للم شمل الاميركين مع أفراد عائلاتهم الذين ملوا الانتظار ، ويقال ان عددا منهم توفوا منتظرين الحصول على تأشيرة الهجرة ودخول الولايات المتحدة.