المنطقة إلى مرحلة جديدة من الصراع واللقاء المباشر عبر الصراع الامريكي-الايراني في منطقة الخليج التي تنتقل من مرحلة التهديدات والتصريحات المتبادلة الى مرحلة جس النبض وبالونات الاختبار في توجيه طائرات مسيرة تضرب اهداف حيوية في المملكة العربية السعودية ودولة الامارات العربية المتحدة ،ولم تنتهي عند هذا الحد بل ستتعدى إلى أهداف اكبر وضربات أشمل سواء من قبل إيران أو ذراعها في اليمن .
وهذه المؤشرات يجب أن تضع المنطقة بمجملها في حالة تأهب واستعداد إلى توسع دائرة الصدام فيها ؛ بتفعيل خلية عمل عربي مشترك ؛ومن ثم فإن الأردن -وهذا قدره -عليه إعداد خليه أزمة استراتيجية فورية ومباشرة في التعامل مع تطورات المشهد ،وتنسق مواقفها السياسية والعملية بما يتوائم وسياستها الخارجية ومصلحتها الوطنية للتقليل من تبعات الصدام المتوقع .
ولعل التحدي الاقتصادي سيزداد ضغطا على البلاد اذا ما أخذنا بعين الاعتبار رفع جاهزية القوات المسلحة الأردنية الجيش العربي الدفاعية ، وارتفاع متوقع لأسعار النفط والغاز ،وربما ابعد من ذلك ضغوط ديمغرافية بعودة أردنيين أو لاجئيين جدد المنطقة.
إدارة الأزمة علم تطبيقي له أسسه وله مراحله ... اما وقد بدت معالم الأزمة واضحة للعيان ،فإن إدارة الأزمة تبدأ من مرحلة ما قبل الأزمة في تشكيل فرق العمل ، وتحليل المعطيات ، واستشراف السيناريوهات ، ووضع الخيارات ،لمواجهة المخاطر المحدقة بهذه الأزمة والهزات الارتدادية لها ،للخروج باقل الخسائر الممكنة ،والعلم يحتم في الأزمات العمل بروح الفريق الواحد المنسجم في السياسة والاقتصاد والاعلام ،وبناء الرأي العام الموحد مع سياسة البلد ،حتى يكون عامل دعم منسجم ،قابل ومتفهم لأي موقف أو قرار ، لا أن يكون لا قدر الله تحدي في إنجاز خطة العمل المطلوبة .
أما المرونة والواقعية فهما خاصيتين مهمتين في بناء منظومة العمل ،ونحن نطالع تهديد حقيقي في حرب مفتوحة على كل الخيارات من إيران تجاه أشقاء عرب ومصالح عالمية في المنطقة والإقليم، وقد تنتقل ساحاتها من منطقة الخليج إلى الساحة السورية -الاسرائيلية (وهذا ما ساخصص له قراءة تأتي قريبا هنا أيضا ) فالصراع سيكون على البقاء في ظل التهديدات الأمريكية لإيران والعكس من إيران واذرعها في المنطقة تجاه دول خليجية وإسرائيل لضرب مصالح أمريكية ،وهو ما يضعنا في واحدة من السيناريوهات بين فكي كماشة لا تنفك الا بضربات حاسمة ،وهو ما يجعل العمل على تفعيل خلية الأزمة ضرورة ملحة الآن،وليس ابعد من الآن.
mamoonmassad@hotmail.com