في هذا العالم المنحط, وفي الزمن الرديء, غابت البراءة والحق والعدالة, وساد حق القوة, في هذا العالم, الذي تقوده اكبر واعظم قوة, هي الولايات المتحدة, تحدث امور كثيرة مشبعة بروح المؤامرة والتضليل ومزينة بالحقد والكراهية وانتهاك الحريات العامة.
ففي بر الولايات المتحدة, ومعظم الدول الاوروبية, حملة تمييز وتضييق ضد المقيمين والمواطنين من اصول عربية واسلامية, فيمكن توجيه الاتهام لاي مواطن او مقيم من اصل عربي او اسلامي القيام بعمل ارهابي او الانضمام الى منظمة ارهابية نظريا عاطفيا او معتقدا او انتسابا عبر »الانترنت«!!.
قد يكون المتهم اسمه حسام الصمادي او اي اسم آخر, ضمن حملة التصييق على المقيمين او المواطنين من اصل عربي واسلامي في امريكا وبلاد الغرب, وهذا النهج الذي خفت وطأته بعض الوقت بعد تنصيب الرئيس اوباما, او كاد يغيب عن الساحة مع اعلان نهج الادارة الجديدة, عاد مع حملة المحافظين الجدد واللوبي اليهودي في امريكا ضد الادارة الامريكية الجديدة, وبعد سلسلة خطابات اوباما التصالحية مع العالم الاسلامي... وهذا يدفعنا الى القلق لان عودة نشاط المحافظين الجدد بهذا الاندفاع يذكرنا بعهد امريكي طويل من الكذب والتضليل والتلفيق والتزوير وانتهاك الحريات...
لذلك نعتقد ان اعتقال حسام الصمادي هو فعل اجهزة امنية مخترقة من المحافظين. واللوبي اليهودي تريد التصدي لخطط ومشروعات الادارة الجديدة, وفي محاولة لانعاش ذاكرة الامريكيين بان امن امريكا ما زال تحت التهديد وتحت رحمة القاعدة, وفي هذه الاجواء نخشى من عمل ارهابي مدبر..
اعتقد ان اعتقال الصمادي يهدف الى عرقلة اقفال معتقل غوانتانامو, واسكات الاصوات التي تطالب بالتحقيق في التعذيب المنهجي وانتهاك حقوق الانسان في سجن ابو غريب, واعادة تذكير الامريكيين بالحرب على الارهاب, واعادة الاعتبار لسياسة وقرارات الرئيس بوش وادارته وحروبه الظالمة...
ففي ظل القوانين التي شنتها واشنطن في عهد بوش والتي اجازت انتهاك الحريات العامة من خلال صلاحيات استثنائية في التنصت والمداهمة والملاحقة والاعتقال, والتضييق على المقيمين والمواطنين الامريكيين من اصول عربية واسلامية وانتهاك حرياتهم الشخصية اصبح كل واحد منهم قيد الملاحقة والمتابعة وربما الاعتقال بلا سبب ولمجرد الشبهة...
لذلك لا نزال نؤمن بنظرية المؤامرة, وقد يكون احد ضحاياها حسام الصمادي, الذي لا نعرف بعد كيف تم استدراجه واتهامه واعتقاله ونتائج وكيفية التحقيق معه, مثل الكثيرين الذين سبقوه, فهو ليس الاول ولن يكون الاخير, في ظل سياسة منحازة غارقة في الحقد والكراهية والتمييز العرقي والديني...0
Kawash.m@gmail.com