هل يحق للأردن الفخر بجمع الاضداد في كيانه السياسي؟
13-05-2019 09:42 PM
عمون – رداد القلاب - يحق للاردن أن يفخر بتجربته السياسية الفريدة في جمع الاضداد في كيانه السياسي منذ تشكيل الامارة مرورا بنشاة المملكة واشتداد عودها ، وبقي صامداً ولم يتحدث عن الجراح والخذلان، التي أصابته بنيران صديقة، أو غير صديقة وبقي متمسكاً بثوابت الامة وبأولوية القضية الفلسطينية والقدس .
هذا نص مقال "أقسم "، انه مجاني غير مدفوع، لأنه لغاية اللحظة لم نستطع كأردنيين منذ عقود البوح به أو الكتابة عنه، والسبب؛ التهم المعلبة الجاهزة التي تلاحق صاحب النص ، ومنها "التسحيج"، جراء اختلاط الحابل بالنابل، او الخشية من تهمة "الاقليمية"، ولم نستطع إيجاد منطقة وسطى بين "الجنة والنار"! مثلنا مثل باقي شعوب الارض.
كذلك فأن مناسبة النص ولأول مرة يتم رصد فيها: الحديث عن الوجع الرسمي وخذلان بدأ يطفو على السطح والخوف من الطعن في الخاصرة تاتي على حين غرة او نيران صديقة يتم الاعتذار عنها لاحقاً؟!
الاردن لم يرد لنفسه ان يتحول الى شرطي مرور يسمح ويمنع ويحجب ويطفئ الاشارات الضوئية ويحرر المخالفات كما يريدها الغير وكان دائماً حذر في حساب التكاليف، عن كلفة التفاعل غير المحسوب الذي يمكن ان يقترفه!.
وكما يحسب للشعب الاردني، الذي تحمل مرارة الواقع ووجع المعاناة وألم الفشل انتظاراً لأحلام الخروج من عنق الزجاجة وغرف الانعاش وأوهام نهاية النفق، وسط ضوء خافت "تمسكوا به "، وأعتقدوا دائماً ان هذا هو قدرهم!، ان يعيشوا في عنق زجاجة أو في نفق ضيق؟ بإنتظار مستقبلٍ واعد وغدٍ مشرق؟
الاردن الرسمي، اتبع سياسة النأى بالنفس في كل الاشتباكات التي تجري في الاقليم بإستثناء القضية الفلسطينية، حيث نأى بالنفس عن الاشتباك في الصراع الذي دار في سورية وبقي يسير على "الحافة" ونأى بالنفس عن الصراع الاقليمي بشأن تيار الاسلام السياسي، المتضمن حذر "جماعة الاخوان المسلمين" وتصنيفها جماعة ارهابية؟! لانه توافق مع تيار الاسلام السياسي في الاردن على الاعتدال وبقيت الحركة الإسلامية تخطب ود النظام طوال سنوات من القرن المنصرم ولم ترفع التيار تاريخيا شعار ايجاد بديل للنظام.
لم ينخرط الاردن صراحةً في صراعات جانبية داخلية او خارجية وأبقى تركيزه على محاربة الارهاب والجماعات المتطرفة، وبقي يفاخر وهذا يحق له بأنه لم "يسيل" قطرة "دم واحدة" بحق معارضين، طول عمر النظام السياسي الذي يعد الاطول عمراً بين دول الاقليم.
وحافظ الاردن طوال عقود من الزمن على فسيفساء المنظومة الاجتماعية الاردنية، التي كان لها دور بارز في تشكيل المواقف السياسية الاردنية، سواء الداخلية او الخارجية، وجرى رتق العقد الإجتماعي في كل مرة يتعرض لها لمرحلة سياسية.
تداخل الحزبي بالعشائري، والاسلامي بالقومي واليسار والنظام في المجتمع دفع أطرأف المعادلة: النظام والحركة الاسلامية على وجه التحديد الى اتخاذ مواقف لم تصل يوما الى الصدام المباشر.
تاريخيا اتبع النظام المتمثل بالعائلة الهاشمية مع معارضيه سياسة الاحتراء عبر اليات النفس الطويل وهي سياسة اثبتت جدارتها وحمايتها لمصالح الدولة.