الحرب العالمية تلوح في الأفق .. لحظة فاصلة
د. رجائي حرب
13-05-2019 05:03 PM
إن نذر الحرب العالمية تلوح في الأفق وتتصاعد وتيرتها مع كل صباح، ولا يستطيع المتابع للأحداث إلا التأكد أن أبواب جهنم ستفتح على العالم إذا ما بدأت عملياتها العسكرية لأن هذه اللحظة ستكون الفاصلة بين كل المتصارعين على مسرح العالم من خلال الوكلاء منذ زمن طويل.
ومنذ سنتين وفي عام 2017 بالذات وكل مراكز الدراسات في العالم تتكلم عن حرب الشرق الأوسط الكبرى التي ستحدث في عام 2019، وهذه المراكز في العالم كله وأكاد أحصي أحد عشر مركزاً من كبريات المراكز في العالم إلا في أمتنا العربية فمراكزنا خاضعةً للأنظمة السياسية التي لا تريدها أن تفكر إلا كما يريد الحاكم بأمر الله، حتى تعطلت العقول العربية، وصار همها ماذا نجهز لرمضان من مسلسلات كي نفرغ شهرنا الكريم من مضامينه ونجعله شهراً للأكل والتبذير ومتابعة المسلسلات التي تحرمنا من لذة العبادة والتقرب إلى الله؛ صار حالنا يا إخوتي أسوأ من أي حال، وتجذر في نفوسنا الوهن والاحباط وحب الدنيا وكراهية الآخرة ولقاء الله.
وعندما نتحدث عن هذه الحرب التي أعلن معظم استراتيجيو العالم بأن الذي لا يسمع طبولها تقرع في أرجاء العالم فهو لا محالة أصم يظهر إلينا بعض المارقين ويصف كلامنا على أنه كلام إعلام لا يسمن ولا يغني من جوع، وأنه إشاعات يروج لها المتفقهون المتنطعون، وأنه جزء من نظرية المؤامرة التي يتبناها المتشائمون، وتفيض بعد ذلك العديد من التعليقات التي تغذيها أقلام مستأجرة تضخ كلام وأوهام لا تمت للواقع بصلة ليطول ضياع الناس وبقائهم في غفوتهم، ويمنعنا من القيام بواجبنا الاخلاقي قبل الانساني في توعية الناس وجلب انتباههم للشر القادم ليحذروه
ولا نستيقظ إلا عندما يخرج ناعقٌ من هنا أو هناك يُكفِّر هذا ويسب ذاك ويحرض على القتل والفتنة والتفكيك ويوجه بوصلتنا بعيداً عن عدونا الأوحد الذي يريد لمستقبلنا أن يكون مليئاً بالدمار والخراب بعدما يحظى بالكعكة لوحده، فيقيم مملكته، ويبنى هيكله على أنقاض إنساننا العربي الذي سيكون ضحية استهتارنا واعلامنا المأزوم، وعلى أنقاض أقصانا المكلوم، ويقلد الشيطان ملكاً مخلِّصاً على عرش العالم، وبذلك يحقق نبوءة أن حاكم العالم لا بد وأن يخرج من القدس.
إنني عندما أرى هذا التحشيد العظيم لقوى الشر في منطقتنا، وهذا الاستبسال في دعم الظلم، وتأييد الكراهية، وتنمية مشاعر الحقد، أشعر بالحزن على كل المبادرات التي أطلقناها في هذا البلد الصابر والذي ما زال صامداً والتي دعمنا فيها السلام والتعايش والوئام وحب العيش وقيم الحوار وعاني حُسن الجوار، أحزن كثيراً عندما أرى أننا كأنصار السلام أصبحنا قِلةً ونتناقص يوماً بعد يوم أمام هؤلاء الهمج والقتلة ومغول العصر الذين صاغوا الصفقات ودعموها ومولوها بالمال والدعم السياسي كي يقضوا على الإنسان الذي خُلِقَ ليعبد الله وإعمار الأرض وخلافة الله والعيش بسلام؛ ويتأكد لي أننا نقف على بوابة الهلاك الكبرى التي سيتبعها عقوبة الله للمفرِّطين منا جميعاً على أننا لم نقف ونقل كلمة الحق التي ستعفينا عند الحساب من ظُلمة العقاب.
إن طبول الحرب التي تقرع إنما تُعلن انتهاء حروب الوكالة التي كانت في الفترة الماضية وتحارب بها الدول من خلال ميليشيات وجبهات وتنظيمات مرتزقة مدفوعة الأجر وبلا أهداف؛ وستذهب هذه المرة الى المواجهة المباشرة وكسر العظام بعدما أمرها سيدها الشيطاني لتغير وجه العالم وتملأه بالشر المستطير؛ وعندها لن يستطيع أحد أن يوقف ماكينة الحرب التي ستنهي البشر وتطحن الحجر وتغتال أحلامنا وتعدم آمالنا وتحول كل شي في وجودنا إلى آلام لا تنتهي- هذا إن بقينا أحياء لنعيش الألم.
اننا اليوم عندما نصرخ بأعلى صوتنا في هذا الشهر الفضيل فإننا ندعو لحقن الدم وحفظ الانسان الذي سيكون هو الضحية الثانية بعد موت المباديء والاخلاق والانسانية
ونقول لبعض الانظمة العربية التي تسير اليوم في ركب الولايات المتحدة الأمريكية والكيان الصهيوني ومن لف لفيفهم من متملقي العالم أنكم تساعدون في خدمة أهداف إسرائيل الكبرى، وإعلان صفقة القرن، وبناء مملكة نيوم ووضعها تحت إدارة دولية، ومحاربة محور الشر الذي تمثل في العراق، وإيران، وكوريا الشمالية وليبيا وسوريا وكوبا كدول داعمة للإرهاب وكركائز للاستبداد، وستكونون الأكثر تأثراً ودماراً وضياعاً بما سيحصل، ولن ترحمكم شعوبكم ولن تغفر لكم ذنبكم العظيم، وعندها لن ينفعكم الندم ولن يرحمكم حتى حلفاءكم
إننا نصرخ بأعلى صوتنا وليسمع العالم كله أننا نرفض هذه الحرب ولن نؤيدها لأنها حرب ظالمة وستكون وبالاً على ديننا وعلى عروبتنا وعلى إنساننا الخاسر الوحيد فيها