استهداف الأقصى مجدداً : دوّامة عنف جديدة !!
عاصم العابد
28-09-2009 01:36 AM
تفتح سلطات الاحتلال الإسرائيلي، الباب واسعا، على دوامة عنف جديدة في القدس والضفة الغربية وغزة المحتلتين.
وتجرّ الإدارة اليمينية الفاشية الإسرائيلية، المنطقة مجددا، إلى أتون العنف والدم وعدم الاستقرار، عن سابق وعي وقصد وتصميم. فأسباب انتفاضة وهبة الأقصى الثانية المجيدة، ( أيلول 2000)، التي تمت ردا شعبيا مجلجلا عنيفا، على اقتحام الإرهابي ارئييل شارون، المسجد الأقصى المبارك وتدنيس باحاته، معروفة لدى المحتل الإسرائيلي جيدا، لا بل انه معروف تماما للإسرائيليين كافة، وستظل في ذاكرتهم ،أسباب اندلاع ثورة البراق الكبرى، عام 1929، دفاعا عن المسجد الأقصى المبارك ، ومجابهة لتهويد القدس، ووقوفا في وجه مد التوسع والهجرة اليهودية الضخمة إلى فلسطين.
كان المسجد الأقصى وسيظل هدفا مركزيا يوميا للعصابات اليهودية المغرقة في التطرف التي تعتقد اعتقادا خرافيا لم يقم عليه أي دليل قط بأن الحرم القدسي الشريف بني على جبل الهيكل الذي دمره الإمبراطور الروماني تيطس عام 70 ميلادي وإنّ الأوان قد حان من اجل إعادة بناء هيكل سليمان على حائط البراق الذي هو حسب الزعم الخرافي اليهودي آخر ما تبقى من الهيكل. وهو ما خطط اليهود من اجل تحقيقه منذ الاحتلال عام 1967 باللجوء إلى الحفريات التي لم تنقطع تحت المسجد الأقصى والتي تشكل خطرا ماحقا على أساساته وتشكل تهديدا خطيرا عليه.
وما تقوم به سلطات الاحتلال الإسرائيلي من انتهاكات جسيمة متكررة لحرمة المسجد الأقصى وقبة الصخرة والحرم الإبراهيمي الشريف في خليل الرحمن ومختلف المواقع الدينية والتاريخية الإسلامية يشكل استفزازا صارخا شاملا للعالم الإسلامي وتحد مباشر وقح للقانون الدولي والأعراف والمواثيق التي تصون دور العبادة وتكفل حرية إقامة الشعائر الدينية.
وما تقوم به إسرائيل يمثل انتهاكا لاتفاقية السلام مع الأردن وتجاوزا وتطاولا على دور بلدنا وواجباته في المحافظة على المقدسات في القدس الشريف وحمايتها ورعايتها المستمرة التي تجلت في الاعمارات الهاشمية المتواصلة لقبة الصخرة ولمنبر صلاح الدين ومختلف الأوقاف الإسلامية في القدس المحتلة.ابتداء من عام 1924 عام الإعمار الهاشمي الأول ومرورا بالإعمار الهاشمي الثاني عام 1953 والثالث الذي استمر من 1969-1994 ووصولا إلى إعادة بناء منبر صلاح الدين الذي تم على يدي سيدي الملك عبد الله الثاني عام 2003.
ويتصدى للغطرسة الإسرائيلية وللاستهداف اليهودي المتواصل لمقدساتنا، شباب ورجالات الأقصى والقدس وفلسطين كلها، يذودون بالدم والمهج والأرواح، عن أولى القبلتين وثالث الحرمين الشريفين، مشكلين بذلك قوات الحجاب والدفاع المتقدمة الباسلة، عن الأمتين العربية والإسلامية، ومسجلين أسمى آيات البطولة، في تصديهم بأجسادهم العزلاء، إلى قوات الاحتلال الغاشم، وقطعان المستوطنين المنفلتين، المدججين بالسلاح والكراهية والحقد والخرافة التلمودية.
ما تنفك إسرائيل تشعل الحرائق والتوترات الكبرى في المنطقة، فهي تهدد إيران بضرب وتدمير منشآتها النووية، واضعة الأردن في مرمى تقاطع الصواريخ والصواريخ المضادة، وما أن تنتهي من تدمير لبنان، وإبادة عشرات المئات من العزل الأبرياء، حتى تنفلت إلى سفك دم انتفاضة عزلاء هبت دفاعا عن مقدساتنا، تم تنطلق تعلن "الرصاص المصبوب" على أهلنا العزل في غزة هاشم، ثم تتهيأ إلى مجازر جديدة وجديدة، وهي تعرف أن انتهاكها لمقدساتنا واجراءاتها المتتابعة لتغيير الواقع الديموغرافي للقدس الشرقية المحتلة وتغيير هويتها العربية وطابعها الاسلامي بهدم منازل العرب وطردهم منها بالقوة سيجر إلى ردود دموية مضادة تأخذها في العادة ذريعة لشن حرب دموية إرهابية أخرى.
وقد أصاب الأب عطا لله حنا رئيس أساقفة سبسطية للروم الأرثوذكس كبد الحقيقة بقوله: " إن ما يخطط لمدينة القدس خطير جدا وما حدث في باحات المسجد الأقصى المبارك لهو مؤشر خطير لما تنوي سلطات الاحتلال العمل به بحق هذا المسجد المبارك خاصة والقدس عامة فاليوم الأقصى وغدا القيامة والاحتلال في عنصريته لا يستثني أحدا ".
إن دولة كإسرائيل تقوم على القوة الغاشمة المتغطرسة المفرطة، فقط ، ستجر الدمار على المنطقة وعلى نفسها. أما المسجد الأقصى الاسير فسيظل مسجدا يرتفع فيه اسم الله تبارك وتعالى ويصدح الآذان في جنباته إلى أن يرث الله الأرض ومن عليها.