أيهما يستدعي القلق أنفلونزا الخنازير، أم اجتياحها من غرب النهر؟!
عماد عبد الرحمن
27-09-2009 09:55 PM
حالة الهستيريا والمبالغة التي انتابت مجتمعنا من انتشار مرض أنفلونزا الخنازير،ليست هي الأولى التي تجتاح مختلف أوساط الأردنيين، فقد أصبنا قبل ذلك بحالات ذعر مشابهة عندما اجتاحت العالم "حمى" أنفلونزا الطيور، وقبلها الجمرة الخبيثة وغيرها الكثير....
الأردن وحسب الأرقام المعلنة حتى الآن، لم يتجاوز عدد المصابين فيه بضع مئات شفي معظمها بعد تلقي العلاج، ورغم التوقعات بتزايد عدد الحالات فأن المدارس فتحت أبوابها في الموعد المحدد ،وسجلت بضع مئات من الحالات في المدارس حتى الآن، ونتمنى أن لا يرتفع العدد خلال الأشهر القليلة القادمة أكثر من ذلك.
وعلى عكس بقية دول المنطقة التي سجلت فيها حالات وفيات جراء المرض، وأجلت الدراسة في غالبيتها الى مطلع الشهر المقبل تحسبا لانتشار المرض، إلا أننا أفردنا "إعلاميا" مساحات واسعة وتغطيات مهنية مكثفة للحالات المصابة منذ اليوم الأول لوصول المرض من قبل مجموعة من الطلبة الزائرين للولايات المتحدة قبل أشهر قليلة.
وزيرا الصحة والتربية والتعليم العالي اللذان تصدرا وسائل الإعلام بكافة صورها خلال الفترة القليلة الماضية ، يواصلان شرح وتوعية الناس بمخاطر المرض وكيفية الوقاية منه وذلك ضمن مسؤولياتهما "المهنية والأخلاقية" تجاه المواطنين ، وحتى لا يأخذ الأمر صبغة رسمية بحتة أشركا فعاليات أهلية وأكاديمية وخبراء في اللجنة الوطنية المشكلة لمواجهة المرض، لإضفاء الشفافية والمصداقية على أداء الوزارتين ،ولخلق حالة من الطمأنينة لدى أوساط الشعب الأردني الذي انتابته حالة قلق شديد جراء الكشف عن حالات مرضية في بعض المدارس الحكومية والخاصة، الأمر الذي استدعى الكثير من الأهالي الى عدم إرسال أبنائهم الى المدارس خوفا من العدوى.
الإعلام المحلي أفرد مساحات واسعة لتغطية الحدث، وهذا دليل قاطع على حيوية وفعالية الإعلام كسلطة تتابع ما يجري على الساحة المحلية وتتابع اهتمامات الناس مهما كانت طبيعتها، ومطلوب من الحكومة ممثلة بالوزراء المعنيين ان يتسع صدرها لحاجات الصحفيين المهنية في هذا المجال، وأن يتقبل الوزراء والمسئولين هذا الاهتمام بصدر رحب ،حتى لا يصبح هناك نقص معلومات،ما يهيء لأرضية خصبة للشائعات والأقاويل التي تظهر هنا وهناك،خاصة وانه في كل دقيقة هناك تطورات تتطلب من الصحافة ان تكون حية وتتابع مجريات وهذا ينطبق على القضايا العادية، فكيف إذا كان الأمر يتعلق بصحة وسلامة المواطنين.
وبموازاة ذلك، وفيما نحن نواجه خطر إنتشار مرض أنفلونزا الخنازير، نواجه تحديات وأخطارا لا تقل أهمية أو دلالات تتمثل بتسلل الخنازير البرية من غرب النهر /أي من فلسطين المحتلة/، وهذا تحدٍ لا يقل أهمية عن سابقه، فالمزارعين يعانون الأمرين في الأغوار جراء "إتلاف" محاصيلهم،وخطر،وهو ما يستدعي تحركا حكوميا مكثفا لا يقل حماسة او اهتماما لما نواجهه من أخطار تردنا بلا توقف من غرب النهر...
*الكاتب صحافي في جريدة الرأي.