نعود من جديد لنقول إن ايران ومحاولات الاستفزاز واستعراض القوى ستجر المنطقة الى حرب جديدة وفوضى اضافية، وخلق معاناة لشعوبها ، فوق ما تعاني منه ، فاذا اقرت امريكيا توجيه ترسانتها العسكرية الى المنطقة فهذا يعني نيتها درسا قاسيا لإيران بإشعال المنطقة والذي يترتب عليه استحقاقات سلبية، نكون نحن العرب في هذه المنطقة من اكثر المتضررين خاصة ونحن ما زلنا نعاني من سياسات الابتزاز والهيمنة والغطرسة الدولية.

لماذا تفعل ايران ذلك ولماذا تخطط بالاعتداء على الجنود الامريكان في العراق أو تهديد الدبلماسيين ?،أو استعراض القوى من قبل زعمائها السياسيين والعسكريين , وممارستها سياسة الضغط المكشوفة على امريكيا من خلال جنودها في العراق ،معتقدة انها ورقة الضغط التي تهدد فيها الولايات المتحدة غافلين عن حقيقة بديهية في علم السياسة ، في أن لعبة السياسة تتطلب النظر لاصحاب القرار وقدرتهم وإمكانيتهم وفعلهم الجاد في تحقيق اهدافهمبعيدة المدى.

من حق السعودية والامارات أن تحصن نفسها وان تقف لايران بكل قواها العسكرية والسياسية والدبلماسية ، فالمخطط الايراني اصبح مكشوفا في نواياه غير السليمة في الاساءة للمنطقة والتدخل بشؤون الدول ومحاولته فرض الهيمنه , ولا ننكر ان الشطحات الايرانية في لبنان وسوريا واليمن وغطرسته في قضايا الجزر الاماراتية , والتهدي المباشر وغير مباشر للسعودية واستقرارها، واللعب على القضية الفلسطينية وتسلق شماعتها خلق ردود فعل عكسية شجعت الادارة الامريكية على توحيد الوقفة الخليجية ضد تطلعات ايران وكذلك تمكين نتنياهو من الخروج من حدود فلسطين المحتلة ليواجه اي تواجد ايراني يعتقد انه يهدد الاستراتيجية الاسرائيلية . فخلط هذه الاوراق وتمهيد الفرصة لاسرائيل لضم القدس والجولان والضفة الغربية لاحقا وفرض سيطرتها على المنطقة , خاصة وان لعبة الصهيونية العالمية تتمسك بالطموحات الايرانية من اجل الحصول على الشرعية الدولية الامريكية والحصول على هذا الدعم الكبير.

من حق السعودية علينا جميعا كعرب مساندتها والدفاع عنها من أي مخطط ايراني كما هو حق أي دولة عربية الوقوف لجانبها . السعودية دولة عربية مسلمة وذات خصوصية دينية ورمزية اسلامية وبنفس الوقت ذات بعد اقتصادي تستطيع وحدها تبني مشروع الوحدة العربية بعد أن فشلت مشاريع القومية العربية التي قادتها انظمة بعينها في تاريخنا العربي, وبنفس الوقت فشلت المشاريع العقائدية والدينية التي لم تجلب للبلاد إلا الحسرة والالم والدم . فالشعب العربي مهيء الان لأي مشروع وحدوي فهل هناك دولة عربية قادرة على هذه المسؤولية ؟؟

ايران تشعل الفتيل الذي تمنينا أن ينطفيء ناره ، و تريد الان أن توقده من جديد وعلى حساب الشعب العربي وخاصة الخليج الذي تعودنا أن نراهم مسالمين مشاركين مشاريع التعاون .

الايرانيون يعلمون أن توالي القوات العسكرية الامريكية للمنطقة لن يكون مجرد تهديد او تخويف او لعبة نفسية كما يقول الروحاني / الرئيس الايراني ، بل هي نية حقيقية في عمليات عسكرية هدفها تقليم اضافر ايران وايقافها عمليات الاستعراض والتهديد التي تعكس الاضطراب الداخلي في ايران .

ما يعنينا كأمة عربية اننا ارهقنا من القتل وسفك الدماء والهجرات وخلق حالة الفوضى والاستنفار والقلق , فالافكار الايرانية لا تبعدها عن ارتكاب حماقات قد يندمون عليها وخاصة اذا حاولوا استخدام ترسانة صواريخهم في ضرب عواصم عربية او غير عربية لاعطاء الشرعية الحقيقية لامريكيا في تدمير نصف ايران .

ان استمرار التوتر في منطقة الخليج سينعكس سلبا على سير الحياة في مجتمعاتنا الشرق اوسطية وسيدخلنا ايضا في حالة ارباك وشك وحذر وبالتالي حالة من عدم الاستقرار خاصة واننا مقبلون على موسم الحج وعمرة شهر رمضان الذي يتطلب من السعودية تقديم خدماتها المميزة لحجاج بيت الله الحرام , فكيف ستقوم بهذا العمل الجبار وهي مشغولة بحدودها في الجنوب مع اليمن حيث الايرانيون يمارسون دور المتدخل والداعم للحوثيين وهم المسؤولون عن الصواريخالبالستية التي تهدد كل شارع في السعودية ؟!. في حين وجب عليها والامارات والكويت والبحرين وقطر من التيقظ لكل ما تفكر او ستفكر به ايران للخروج من ازمتها .

فمنذ الثورة الخمينية عام 1979 ونحن نعيش حالة توتر متفاقمة يوما بعد يوم , فمتى سنشهد الهدوء ومتى ستتخلص المنطقة من ارهاب الدول وارهاب المنظمات , خاصة وأن ايران من اكثر المدركين لمخططات الصهيونية العالمية وكيف أنها تستخدم الدول لتحقيق مآربها طويلة الامد .

فلماذا تقوم ايران بتوريط العراق كما ورطت سوريا ولبنان ووضعت الحزام الناسف للشعب اليمني. وها هي تتقن التحرش الدائم والمستفز للخليج والسعودية بالذات ولم نجد منها موقفا يعزز الامل بحالة انفراج ووعي ايراني في التعامل السلمي مع الدول الاسلامية المحيطة وخاصة السعودية, فالسعودية لم ولن تكون وحدها وسنكون جميعا معها ندافع عنها كما ندافع عن كل شبر عربي .