اثير نقاش حول محتوى كتاب "مستشار الملك " لمؤلفه الامريكي جاك اوكونيل لما يتضمنه الكتاب من اسرار خطيرة ومثيرة خلال عمل جاك اوكونيل كمدير لمكتب ال_ ( C.I.A ) في عمان في الفترة من عام 1958 الى عام 1971 م ومن ثم استمراره كمستشار للمغفور له الملك الحسين طيب الله ثراه حتى شباط 1999 ،واستمراره بطريقة اخرى في ذات العمل الى وفاته عام 2016م.

الاثارة في الكتاب هو تناول احداث سرية ومفاوضات واتصالات لم يتم الكشف عنها ، ولكن الاخطر ان هذه المعلومات تكشف قضايا جدلية وتحسم الامر حولها فيما يتعلق بمواقف المغفور له الملك الحسين، وكيف ان فيها انصاف وتوضيح لحقيقة مواقفه الشجاعة وديبلوماسيته الذكية وقدرته على الحفاظ على علاقات متميزة مع الجميع مع حرصه يرحمه الله على عدم التفريط بالحقوق الفلسطينية مطلقا .

من اهم الاسرار هو ان المغفور له الملك الحسين ارسل رسالتين الى الرئيس جمال عبدالناصر يبلغه فيها ان اسرائيل ستشن حربا شاملة تبدأ بقصف المطارات المصرية صباح يوم 5 حزيران 1967 ، وبعد الحرب كان هناك لقاء بين الملك الحسين والرئيس عبدالناصر ،وسأل الحسين الرئيس عبدالناصر لماذا لم تتخذوا اية تدابير وفقا لما ارسلته من معلومات موثوقة عن الهجوم ؟ فكان جواب عبدالناصر :لم اكن اصدقك ابدا !!!
والنتيجة لعدم التصديق هذا ضياع اراضي ثلاث دول وهزيمة ساحقة .
ويشرح الكتاب ان هناك اتصال سري ما بين اسحق رابين الاسرائيلي والرئيس صدام حسين ،وان هناك خطة سلام بينهما ، ربما ان سبب اغتيال رابين المباشر هو هذه الصفقة (صفقة رابين – صدام ) التي لم تتم .

ومن اسرار حرب تشرين 73 ان هذه الحرب بتخطيطها كانت سرية ومفاجئة ،ولم يقم المغفور له الحسين بتسريب اية معلومات عنها ، بل يورد المؤلف انه في اوائل شهر ايلول 1973 عقد اجتماع بين حافظ الاسد وانور السادات ودعوا اليه الملك الحسين ، وتناول الاجتماع مسائل بعيدة عن الحرب ،وكانت دعوة المغفور له الملك الحسين هي جزء من خطة الخداع المصرية للتمويه على الاستعدادات لشن الحرب ، واعتقد السادات ان الملك الحسين سيخرج بانطباع من انه لن تكون هناك اية حرب مقبلة ،ولشكوكهم بان الحسين على اتصال مع الاسرائيليين فانه سينقل اليهم هذا الانطباع .
ربما نجد توافقا في مضمون الكتاب كأفكار مع كتاب الملك الحسين ( Uneasy Lies The Head ) وترجمته ليس من السهل ان تكون ملكا.

وأيضا كتاب جلالته (حربنا مع اسرائيل ) وكتاب مهنتي كملك ، والتي تلقي الضوء علىمسيرة الحسين الصعبة والتي ما خلت من المخاطر ابدا عبر نصف قرن تقريبا من حكم جلالته.