اتصل رئيس مجلس الإدارة بالسكرتيرة، وطلب منها ادخال الشاب الذي طلبه. مثل الشاب أمام رئيس مجلس الإدارة خجولا ومرتبكا، فقابله رئيس المجلس بالعناق، وبادره المجلس بالحديث:
-أنت شاب طموح وجد ومجتهد، وأنا راض عنك تماما، فبعد أن لم يحالفك الحظ في النجاح بالتوجيهي، أثبت أنت للجميع بأن التوجيهي مش مقياس. وتعينت في هذه الشركة التي أديرها بوظيفة بسيطة قبل سنة من الان.
وقد أثبت نفسك في هذه الوظيفة، فقمت بترقيتك الى منصب رئيس قسم الصيانة، وهناك اثبت موجوديتك بكل كفاءة فنقلتك في الشهر التالي رئيسا لفرع المحاسبة في قسمك، فنقلتك في الشهر الذي يليه لتصبح محاسبا رئيسيا في الشركة، وقبل انتهاء الشهر التالي، عينتك لتكون رئيسا
لقسم المحاسبة.
تنحنح رئيس مجلس الإدارة، ثم قال:
-لا أخفيك سرا أنى قد وجدت بعض الممانعة لآني نقلتك من وظيفة الى أخرى أعلى منها خلال شهور قليلة، فهناك من يعتقد انه أفضل منك، وهناك من يعتقد أنى ظلمته حينما اخذت المنصب منه وأعطيتك إياه، وهناك من تظلّم الى أعضاء في مجلس الإدارة، لكني امتلك كمية كبيرة من الأسهم في هذه الشركة، أهلتني ومنحتني القدرة والقوة على قمع المعارضين وفصل المتمردين.
ابتسم رئيس مجلس الإدارة ونظر الى الشاب وأمل حديثه:
-لم آبه بالمعارضين والموتورين والحاقدين، ونقلتك من رئيس قسم المحاسبة الى رئيس لشؤون الموظفين، وقد أثبتّ موجوديتك هناك بكل كفاءة خلال اقل من شهر، فنقلتك مديرا عاما للشركة، وقد اثبت نفسك تماما، فنقلتك رئيسا لهيئة المديرين في الشركة.
غيّر رئيس مجلس الإدارة جلسته، ثم قال للشاب بكل حنان:
-وها انت اليوم نائب رئيس مجلس الإدارة خلال اقل من عام على تعيينك في الشركة، ولا شك أنك يوما ما ستحل مكاني رئيسا لمجلس الإدارة.
نظر الشاب الى رئيس مجلس الإدارة، نظرة ملؤها الامتنان وقال:
--شكرا لك يا بابا على كل ما فعلته لأجلي.
الدستور