حتى الوزراء الذين يأتون من المحافظات البعيدة ينتقلون للإقامة في عمان.
ينشغل الوزراء في الملفات واجتماعات اللجان الوزارية وعلى مستوى وزاراتهم ناهيك عن جلسات مجلسي النواب والأعيان..فلا وقت يغادرون فيه مكاتبهم وبالكاد يتفقدون الدوائر التابعة لهم في محيط العاصمة اما المحافظات فيكتفون بالتقارير.
زيارات الوزراء الى الميدان نادرة وقد اعتدنا ان يتحركوا الى المحافظات عندما تكون هناك مشكلة او أزمة او كارثة.. لذلك استحقوا صفة وزراء عمان.
ليس من الحكمة أن ينغلق المسؤول على نفسه، فلا يخرج من مكتبه إلى الميدان، ولا يقابل المراجعين إلا في حالات خاصة وربما بعد واسطة صديق او قريب وبعد انتظار طويل.
صحيح ان معلومات الرئيس أو الوزير عن احتياجات المناطق لا تكون فقط بالزيارات الميدانية، والاستماع إلى خطابات الوجهاء ومطالبهم بل بالتقارير الموضوعية والإحصاءات والدراسات والتنسيبات لكن لا شيء يعدل ما تراه بام العين.
الصورة الكبيرة التي يتعين ان يراها المسؤول موجودة في الميدان والأولويات تتحدد في الميدان.
المسؤول الجيد لا يعزل نفسـه في برج عاجي، بل يقرأ ويسـمع، وهو ليس مختصا بكل شيء، بل عليه أن يستفسر ويستشير، ويطلب الدراسات والمعلومات، وعليه ان يذهب الى الميدان.
زيارة رئيس الوزراء الى المحافظات والمدن والقرى هي لتفقد أحوال الناس لكنها لمراقبة ما إذا كانت الوزارات والمؤسسات التي يديرها من كرسي الرئاسة تقوم بعملها كما يجب.
حتى لا تأخذ هذه الزيارات طابع الشعبية يفترض بالرئيس وطاقمه أن يحملوا إلى الناس حلولاً للمشاكل لكن بإجابات مقنعة وشفافة.
العمل الميداني ليس لقطة تذكارية تتابع دوائر العلاقات العامة والاتصال نشرها في صحف اليوم التالي والتغطية الصحفية يجب أن تتركز على النتائج لما بعد الزيارة.
يفترض بهذه الزيارات أن لا تتخذ بعداً شعبوياً فالرئيس ووزراءه ليسوا منتخبين ولا يهدفون الى تعزيز مكانتهم الشعبية أو حصد أصوات لانتخابات مقبلة والشعبية تتحقق فقط بالإنجاز وخدمة الناس.
qadmaniisam@yahoo.com
الرأي