منذ ان تولى جلالة الملك عبد الله الثاني مهام مسؤولياته الجسام فقد خط لذاته نهجا كان الاقرب به الى قلوب الاردنيين ، وكان الاقرب بتلمس احتياجات الاردنيين ، وملامسة معاناتهم ليضرب بذلك دروسا في تحمل أمانة المسؤولية وحل القضايا من أرض واقعها، فكانت لزيارة جلالة الملك لقرية المخيبة اثر بالغ في قلوبنا جميعا ، والاعظم في قلوب العائلتين بأطمان جلالته لأوضاعاهم وامره بتصويب أوضاعهم السكنية والصحية ، ولم تكن هذه الاسر على موعد مع الملك لكن الملك كان دوما القريب منهم والكبير بتعامله مع قضايا شعبه الانسانية.
ولم تتوقف المكرمة الملكية عند هاتين الاسرتيين بل تجاوزها ليشمل خمس عشرة اسرة من خلال الايعاز ببناء 15 منزل في هذه البلدة للاسر المعوزة ، فكان ان ادخل سرورا وفرحة وبهجة على قلوب هؤلاء العوائل بعدما فقدوا الامل مع مطالبات واسترحمات وصلت لأدراج مؤسسات ووزارات معنية بمتابعة حالتهم وقضاء حوائجهم.
وهنا تجد الاشارة الى ان تقوم كل وزارة ومؤسسة ودائرة حكومية بمهاهما وواجبها على اكمل وجه بعيدا عن التلكوء والأتكالية والتقاعس ، فينبغي لهذه المؤسسات الاجتماعية والمعونية ان يكون لديها دراسات حول الحياة العامة للمواطنيين من حيث الدخل والسكن والصحة والتعليم وغيرها.
كما ان هنالك رسائل ملكية لمن يلتقطها ومفادها : ضرورة العمل الميداني للمسؤوليين الاردنيين وان المنصب والموقع ما هو الا فرصة لخدمة المواطن والوطن وحل جميع المشاكل والاشكاليات خطوة تلو الخطوة.
يحق للهاشميين مضرب المثل بالعفو والصفح والكرم والعطاء ان نتباهي بعظمتهم وطيب اخلاقهم وهو ديدنهم كابر عن كابر ، بانهم خادم للشعب وقائمين على قضاياهم ويسعون للافضل لهم دائما وبكل المجالات وهمهم الوحيد الارتقاء بحياة الامة لمستويات عليا في الصحة والتعليم والنقل والدخل وغيرها من المجالات ، وبهذا فقد تربع الملك على عـرش قلب كل مواطـن ومواطنة .
ملك ٌ لم يرض بالجلوس في قصـره متفرجــا ً فهو آل على نفســه إلا ّ أن يكون بين أبناء شـعبـــه ؛ يفرج عن هذا ويستمع لاخر ويقدم التهنئة لذاك وهو من يعود المريض في منزله ويتفقد الايتام ويحفظ العشرة ويمسح على راس الفقير ويتفقد الأرامل والمرضى والمصابين.
ويؤكد الملك بكل تكليفاته للحكومات بضرورة تلامس احتياجات المواطن والخروج للميدان ، وارجو ان تلقى هذه الدعوات اذان صاغية واياد عاملة ، وان تتبع الحكومة نهج العمل الميداني بزيارة المواطنيين في المدن والقرى والبوادي لتدارس مشكلاتهم وتحديد الأولويات ووضع المقترحات لوضع الحلول المناسبة ومتابعة ذلك من قبل المسؤول في تنفيذ المشاريع والإصلاحــات كما هو حال الملك عبداللــه إبن الحسين حفظه الله الملك الإنســــان ، الأقـرب إلى ابناء شعبه .