كنا نعتقد بأن التعديل الحكومي سيدخل عدد من الوزراء الجدد ممن يشهد لهم بالكفاءة ويتمتعون بمصداقية لدي الأردنيين.التعديل الحكومي لم يكن مخيبا للآمال فحسب ولكنه أعطى دفعة قوية لقوى المعارضة الداخلية وعزز مواقفها المناهضة لحكومة الرزاز بتعديل أو بدون تعديل.ويبدوا أن هذه المواقف جلها نابع من النقد الموجه لرئيس الحكومة الرزاز الذي لم يستطع لغاية الآن إقناع الأردنيين بأنه رجل دولة بكل ما تحمل الكلمة من معنى.
الرزاز حسب قراءتنا وقراءة نسبة معتبرة من الأردنيين ليس معدا لأن يكون بموقع قيادي كموقع رئيس حكومة،حيث يتطلب هذا الموقع مهارات سياسية عالية، وقدرات قيادية متقدمة، وشجاعة في اتخاذ القرارات الهامة وتسويقها بطريقة يتقبلها الناس.نشهد بأن أداء الرزاز كان متميزا في المؤسسة العامة للضمان الاجتماعي وكذلك في وزارة التربية والتعليم وكخبير مالي ،ولكن معظم هذا المواقع يغلب عليها الطبيعة البيروقراطية الفنية حيث يمكن لهذه الأجهزة أن تعمل وفق تقاليد وأعراف وآليات راسخة وأن تنجز وظائفها دون اختبار أو دور كبير للمتطلبات والمهارات القيادية للوزير أو المدير.
الدكتور عمر الرزاز يدير الحكومة ويشكلها ويعدلها دون حضور قيادي أو لمسات لشخصية قيادية تحتل هذا الموقع المتقدم في الإدارة العامة الأردنية.الرجل بيروقراطي متردد ،مرعوب من اتخاذ القرارات، ليس له حضور سياسي ودوره لا يتجاوز دور مسير الأعمال أو رئيس بلدية كبرى من بلديات المملكة.
الوضع الاقتصادي في أسوأ حالاته والوضع السياسي المقبل يحتاج إلى رئيس وزراء لديه أفق سياسي ورؤيا مستقبلية ويتمتع بكاريزما شخصية تمكنه من مخاطبة الجمهور الأردني بطريقة مقنعة.الرزاز بالتعديل الأخير والهزيل على حكومته أصر على إدخال علاقاته الشخصية بتوزير شخص استقدمه من الخارج وعينه رئيس لديوان الخدمة المدنية لمدة أقل من شهرين ثم أدخله ثم أدخله للوزارة عينك عينك.. الرزاز عين ثلاث وزراء لوزارات غير موجودة بحكم الدستور وهي وزارة للاقتصاد الرقمي والريادة ،ووزارة الإدارة المحلية،ووزارة تطوير الأداء المؤسسي.هذه الوزارات تحت هذه التسميات غير موجودة على أرض الواقع وتغيير مسماها يقتضي موافقة مجلس الأمة .
بعض وزراء الرزاز يحتلون مواقعهم على مدار الحكومات الخمس الماضية ويتساءل الأردنيون عن مدى عبقرياتهم وكفاءتهم التي لم يلمس أحد شيئا منها !بعض الوزراء لا يعرفون لماذا دخلوا ولماذا خرجوا وما هي المهمة المناطة بهم.نعتقد بأن التعديل الثالث على حكومة الرزاز كان ينبغي أن يكون تغيير الحكومة وليس تعديلها فقد سئم الأردنيون الرزاز وفريقه وأعتقد أن لسان حال الأردنيون اليوم يقول للرزاز ارحل.وفي الوقت الذي ندرك فيه أن رحيل الرزاز وحكومته أصبح وشيكا حيث أن استمرارها بهذا الضعف القيادي يترك آثارا سلبية على مدى ثقة الناس بالحكومات والمسئولين، فإن أعين الأردنيين في راكين وجاوا وججين وصما والنعيمه وحنينا وبيرين وبرشتا وأم الدنانير ترنوا إلى ملك البلاد لإزاحة الحمل الثقيل لهذه الحكومة الهشة الركيكة على كاهل المواطنين في البادية والأرياف والمدن وسيعلم الذين ظلموا أي منقلب ينقلبون.