تفهم من سياق المعلومات المنشورة على لسان مسؤولين امريكيين ، ان الشاب الاردني الذي تم اعتقاله ، تم استدراجه لفخ ، بواسطة جواسيس عرب.
يقول البيان الرسمي لوزارة العدل الاميركية "ان الشرطة الفدرالية اف. بي. آي اعتقلت اردنيا في التاسعة عشرة من عمره بعدما اوقف ما ظنت انه سيارة مفخخة اسفل ناطحة سحاب في وسط دالاس (تكساس ، جنوب) حيث تم توجيه تهمة محاولة استخدام اسلحة دمار شامل على ان يمثل مبدئيا امام محكمة فدرالية".
واضاف البيان انه "يعيش بطريقة غير قانونية في الولايات المتحدة واعرب مرارا عن رغبته في خوض الجهاد بطريقة عنيفة ، مشيرا الى انه كان مراقبا باستمرار ، وكانت الشرطة الفدرالية قامت بعملية مراقبة وحاول عناصرها المتخفون منع الشاب مرارا من القيام بأعمال عنيفة لكنهم لم ينجحوا حيث احبط هؤلاء العناصر الذين اقنعوه بأنهم متواطئون معه خطته للاستيلاء على ناطحة سحاب في دالاس عبر استخدام عبوة متفجرة بعدما تأكدوا من ان القنبلة "غير فعالة".
من نص البيان يتم الاستنتاج ان جهات امريكية قامت بدس عملاء على الشاب ، وفي الاغلب هم من العرب ، الذين حاولوا بيع الشاب مقابل مكافآت مالية ، لاظهار قدرتهم على منع عملية كبرى في الولايات المتحدة الامريكية ، ولربما لعب العملاء العرب دورا في الكذب على الشاب وتوريطه امام الاجهزة الامريكية ، لاظهار صدقيتهم ، وانهم مصادر معلومات صادقة ومهمة للاجهزة الامريكية ، والشاب الذي وثق بعملاء عرب على الاغلب ، لم يعرف انه في طريقه الى هاوية معدة مسبقا ، ربما بترتيب امريكي يهدف الى رفع شعبية الادارة الامريكية الحالية ، امام مواطنيها ، بقدرتها على مكافحة الارهاب مسبقا ، ضد ناطحة سحاب ، قياسا على العقل الباطني الامريكي الذي ما زال متأثرا بشدة من هدم ناطحتي سحاب في الولايات المتحدة ، مطلع الالفية الحالية.
لا يمكن حتى الان حسم تفاصيل القصة ، فقد يكون الشاب مغررا به ، ولا يعرف ان السيارة المعطلة تحول قنبلة غير فعالة ، وهذا يؤشر على اننا يجب ان لا نترك الشاب وحيدا ، وسط هذه الازمة ، ولا بد من الدفاع عنه بكل الوسائل ، بدلا من تركه في الميدان يدفع ثمن العاب امنية ، وفواتير لجواسيس وعملاء لا يحللون ولا يحرمون من اجل بضعة دولارات.
الكلام الغاضب المنسوب الى لسان الشاب ، يقوله عرب كثيرون كل يوم امام شاشات التلفزة ، غير ان الكلام شيء والفعل شيء ، والكلام الغاضب ليس قرينة بحد ذاته ، لان الانفعال يجلب كل انواع الكلام الحاد والمتفجر ، ايضا من فوائد القصة والييان الرسمي لدى الامريكيين ، بث الخوف بين العرب ، فلا يطمئن عربيا الى اخر ، لان احدهما قد يكون جاسوسا ، ويدمر مستقبل الاخر.
نتضامن مع عائلته ، مثلما تضامنا مع الطبيب الاردني محمد العشا وعائلته ، الذي تم اتهامه بتفجيرات لندن ، لكن سرعان ما ثبتت براءته ، وخرج من ظلام السجن الى فضاء الحرية.
mtair@addustour.com.jo